تحية لمصر وعباس ونرفع الطاقية لفتح وحماس

تحية لمصر وعباس ونرفع الطاقية لفتح وحماس

10 / 5 / 2011م

                                                        محمود عبد اللطيف قيسي

كثيرة هي الأصوات والصرخات العالية التي خرجت من وجدان الشعب الفلسطيني وشارعه الحي وحراكه الوطني الصادق ، والتي ناشدت حماس الركون للغة العقل وخيار واختيار سبل الحوار وطريقه ، لتذليل الخلافات الفلسطينية والخروج منها نحو غد أفضل سمته الوحدة الوطنية الحقيقية ، وعنوانه دولة فلسطينية مستقلة واحدة موحدة بحدودها الدائمة وعاصمتها القدس ، غد ومستقبل عربي وفلسطيني مبشر بالخير توافقا مع ما قاله السيد خالد مشعل بالتحديد ، والزمن شاهد ولن يرحم هذه المرة من يخرق الاتفاق في هذه المرحلة التي تشهد ميلاد ثورات عربية وحركات شعبية وتغيير لأنظمة ، وبعد كل مشوار الموت والدمار والكراهية الذي صبغ مرحلة كأداء طالت لأربع سنوات عجاف أربكت القضية والقيادة الفلسطينية ، وأوشكت أن تنهيها بنصر مظفر لمصلحة إسرائيل ، وهو المشوار سيء الذكر والأحداث الذي تجاوزه الشعب الفلسطيني بعد رؤية القادة يقبلون بعضهم بعضا ويوقعون على اتفاق المصالحة ، فقول السيد خالد مشعل أمام عدسات المصورين وبشهادة أقلام الصحافة ( سنشهد ميلاد عصر عربي جديد ، عصر فلسطيني جيد ، لدينا إرادة عربية وإرادة فلسطينية على العالم أن يحترمها  ) لا شك هو محطة مضيئة تنير الدرب الفلسطيني ويشير ويبشر لغد فلسطيني مشرق بعد خروج الشعب الفلسطيني وحماس من النفق المظلم الذي حشرته ونفسها فيه ، عنوانه دولة فلسطين بحدودها الدائمة وعاصمتها القدس .

 

 

وكثيرة هي المقالات التي كتبها كتاب عرب وفلسطينيين كانت في ظاهرها وكأنها تجرّح حماس ، ولاقت وكاتبيها من مناصريها الشتم والسب ، وأظهرت ردّات فعل سلبية ربما تكون مبررة إلى درجة ما ، لعدم إدراك حماس لحيثيات المرحلة وتعقيداتها ، ومتطلبات المستقبل ودهاليزه ، وأبعاد التداخلات والتدخلات الدولية ومصالحه ، وفي حقيقتها كانت هذه المقالات والأقلام الوطنية الناقدة لسياسة حماس والمعبرة عن رأي الأغلبية الصامتة من أبناء الشعب الفلسطيني مسمومة أو مأجورة كما وصفها المرجفون وتجار الدم وجنرالاته الراقصين على جراحات التقسيم والدم والاقتتال ، بل كان فيها الدواء والبلسم كما فهمها من يقفون عند حدود ربهم ، وجل هدفها للدفع بإكسير الحياة لحماس ابنة فلسطين لتستمر حية في البحر المتلاطم الأمواج الذي يكاد يبتلع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وقواه وقيادته ، مقالات هدفها وضع اليد جيدا على الجرح في الجسد الفلسطيني المنهك والمتفتت من كثرة الجروح والمصائب من أجل شفاءه ، لا الطبطبة والتحريض كما يفعل السفهاء على أفعال وردات أفعال غير متوافقة بالكثير منها مع المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني لتزيد الشرخ وتنمي الكراهية في المجتمع الفلسطيني ، صرخات ومقالات للفت نظر قادة حماس وكوادرهم وأنصارهم لخطورة الانقسام عليهم قبل غيرهم ، وعلى القضية الفلسطينية قبل قضايا العرب الآخرين الوطنية القومية ، وأخيرا وهو المهم للعمل بسنة نبيه وهو القائل (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ، فقال رجل يا رسول الله أنصره إذ كان مظلوماً ، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم ، فإن ذلك نصره ) .

 

 

أما وقد مالت حماس أخير لجانب فلسطين ولحضنها الرحيم ، واختيارها للمصلحة العليا للشعب الفلسطيني بدل مصالح الآخرين الآنية ، فإن من الواجب الوطني أن يرفع الكل طاقيته احترما وحبا لها ، وهي كفة الميزان المهمة الأخرى في ميزان العدالة والنضال والصمود الفلسطيني ، ولا يغفل العاقل موقف حركة فتح الأخت الكبرى لحماس ولغيرها من فصائل النضال الوطني الفلسطيني ، التي ما كانت يوما إلا فلسطينية القلب والضمير ، عربية الهوى والمصير ، التي ما حملت السلاح إلا من أجل تحرير فلسطين وعزتها وشرفها ، وما عملت يوما بصدق ومصداقية إلا من أجل عروبة أمتها وقضيتها ، ولترسيخ معاني الوحدة الوطنية الفلسطينية من أجل فلسطين الواحدة الخالدة .

 

فكل التحية والحب لمصر العربية وطنا وشعبا وقيادة وجيشا ، وللرئيس الفلسطيني محمود عباس ( أبو مازن ) الذي كلما خُيّر بين شعبه وقضاياه وبين مصالح الآخرين وقضاياهم ، مال واختار شعبه ومصلحته الوطنية العليا ، مال دائما نحو قضيته ثوابت شعبه ، مال لفلسطين ، كيف لا وهو ابنها اللاجئ من صفد الأحرار .

Alqaisi_jothor2000@yahoo.com