الارهاب في كأس اوروبا

الدول الاوروبية تعيش هواجس الامن والخشية من وقوع هجمات في فرنسا التي تستضيف بطولة كأس اوروبا لكرة القدم باعتبار المناسبة فاتحة لشهية تنفيذ مخططات بالطابع الارهابي بغية تحقيق اهداف جديدة او مزيد من تلك التي وقعت في فرنسا ودول اوروبية اخرى واسفرت اكثر ما يكون عن تعميق الكراهية للمسلمين عموما والعرب والاسلام بشكل خاص. ورغم التعاون والتنسيق الامني ما بين الدول الاوروبية وبينها والدول الاخرى، الا ان فرص تنفيذ هجمات تبقى قائمة لصعوبة منعها اساسا طالما بإمكان مجرد شخص واحد تفخيخ نفسه وتفجيرها.
الجهود الاوروبية تقوم على اساس التشديد في المراقبة واكثر ما يكون في اوساط الجاليات العربية والمسلمة وكذلك على القادمين من دولهم لاي غرض كان، وهي في الواقع لا بد انها اسفرت عن منع او تقليص تنفيذ مخططات لهجمات ارهابية لكنها لم تكشف ولا مرة عن الجهات التي تخططها وتمولها علما ان الاكيد انها ليست اجهزة عربية كونها اكثر من يتعاون في هذا المجال ودولها اكثر من سن قوانين متشددة لمكافحة الارهاب.
الاتجاه المفقود عند الدول الاوروبية هو المسار الاسرائيلي، ولو انها تبحث فيه لوجدته الاكثر خطورة على امنها، وهي تعلم ان جهاز الموساد اكثر من نفذ عمليات اغتيال ضد فلسطينيين فوق اراضيها بعيدا عن التشاور معها، بل اختراقا، وكونه الجهة المستفيدة بأكثر قدر فإنه الذي ينبغي وضعه في الحسابات ليكون مراقبا.
والاكيد انه بطرقه الخفية من يخطط ويجند ويمول، ولمناسبة كأس اوروبا فإنها تفتح شهيته اكثر فأكثر للعبث بالامن الاوروبي وتحقيق مزيد من الكسب في ضرب الوجود العربي والاسلامي، وسمعته في الدول الاوروبية والغربية عموما.
تدرك كل اوروبا انه لولا الدعم الذي يحصل عليه داعش لما استطاع البقاء مجرد ايام، وتدرك ان كل دول العرب والمسلمين ليسوا بقدر مساعدته والتعاون معه بأي شكل كان فمن الذي يمكّنه من البقاء ان لم يكون الموساد الاسرائيلي.
وبذات السوية، فإن كل ما يقع من هجمات في اوروبا لا بد ان يكون خلفها اليهود واجهزتهم المعنية، وعلى فرنسا التي تستضيف كأس اوروبا ان تلتفت لمراقبة الاسرائيليين واليهود فيها إن ارادت تضييق دائرة الهجمات المتوقعة الى ادنى درجة.