فيصل البطاينه يكتب : اسرار من المشهد السياسي الاردني - الحلقة الثانية - !
أخبار البلد - بداية لا بد من الاعتراف بان تسلم رئاسة الحكومة في هذه الايام ليس من طموحات كبار المستوزرين والطامعين بمنصب الرئاسة وذلك نظرا للظروف العالمية السياسية والاقتصادية والظروف الغربية السياسية والظروف السياسية والاقتصادية المحلية. اما بالنسبة للظروف العالمية السياسية ما جرى بموضوع ابن لادن وكيفية الوصول اليه ومصيره المجهول ان كان يقبع في ضريحه بقعر المحيط او في زنزانته للحصول على اكبر قدر ممكن من المعلومات عنه قبل قتله بستر وستيرة وخلاصة القول في هذا الموضوع تبقى العلامة الامريكية والباكستانية في عالم الطلاسم ان كان باطنها حلوة ظاهرها سم قاتل ام العكس هذا بالاضافة الى تسلم الشعوب مقاليد الوصاية على حقوقها وعلى التعامل مع قياداتها الى الامريكان الذين هم من البدع نظرية انتهاك حقوق البشر شعوبا وافرادا واصبحوا اليوم هم السند الرئيسي لتحركات الشعوب ضد قياداتها التي اعطت المبرر للامريكان وللشعوب ان تثور عليها.
اما بالنسبة للظروف العربية السياسية ومحورها القضية المركزية قضية فلسطين فان محاولات الامريكان وحلفائهم بابعاد الدول العربية المعنية اكثر من غيرها لفلسطين والفلسطينيين وربما تتأثر وحدها وتؤثر بالتسوية النهاية للقضية المركزية.
وعودة لعنوان الموضوع الذي يعنينا اولا واخرا فان حكومة الدكتور معروف البخيت جاءت في اصعب الاوقات وفي خضم التغيرات العالمية والعربية التي بدأت تتفجر في مختلف انحاء الوطن العربي من المحيط الى الخليج ومن الشمال الى الجنوب مثلما جاءت في وقت عصيب اقتصاديا لتجد استشراء الفساد وتحول جيوب الفقر الى مناطق شاسعة والدولة غارقة في الديون الخارجية والداخلية وميزانية الدول خاوية على عروشها وترحيل الازمات قد استنفذ به الحكومات السابقة ومن اجل الوصول الى حقيقة المشهد السياسي الاردني اليوم لا بد من العودة الى المشهد السياسي الاردني عندما تسلم معروف البخيت رئاسة الحكومة الاولى حيث كانت الاوضاع الاقتصادية والسياسية افضل الف مرة من هذه الايام الى ان ظهرت بعد اسابيع على تشكيل الحكومة مراكز القوى الاخرى في الدولة والتي تجلت بعودة حكومة ظل في الديوان الملكي يقودها باسم عوض الله متحالفة مع قيادة امنية لا يستهان بها ولم يستطع البخيت آنذاك ان يصمد بل اغرق في القضايا التي لا زال يسأل عنها في هذه الايام وترك البخيت الدوار الرابع في تلك الايام بعد ان اخبر قائد الوطن انه لا يستطيع ان يلعب الثلاث ورقات مع رئيس الديوان الملكي ومدير المخابرات فانسحب وعاد الى بيته ليرتاح استراحة المحارب وتمضي الايام وتنتهي حكومة الظل على يد خليفة البخيت نادر الذهبي شقيق مدير المخابرات بينما عاد البخيت الى تقييم اوضاعه وتوسيع علاقاته الاجتماعية مع السياسيين والاقتصاديين والاعلام والاعلاميين الى ان اعيد تكليفه مرة ثانية في بداية هذا العام واعطي الفرصة الكافية لتشكيل حكومة قوية يعتمد عليها ولا تعتمد عليه، حكومة قادرة على مجابهة الاوضاع بعامة والاقتصادية بخاصة ويبدو ان الطريق الاقتصادي للبخيت هذه المرة اضعف من سابقتها ان لم يكن غير موجود وباعتقادي ان لو كان لديه فريق وزاري سياسي لما كنا بحاجة الى لجان الحوار السياسي ولو كان لديه فريق اقتصادي لما كنا بحاجة الى حوار اقتصادي، ويبدو ان البخيت محظوظ بحكومة الظل التي اختفت في عهد سابقيه الذهبي والرفاعي وعادت على ايام بوجود خالد الكركي وامجد العضايلة الحلفاء او الاصدقاء المقربين لباسم عوض الله، والذين بدأوا يعملون على افشال هذه الحكومة منذ الايام الاولى لتسليمها مناصبها وعلى سبيل المثال لا الحصر قصة المحادثة الهاتفية بين الكرمي وعويس التي جاء بها قول الكركي الا زالت الجهات الامنية تتدخل بالجامعات؟ وقضية تصريح امجد العضايلة للاعلام بان جلالة الملك غاضب من قضية سفر خالد شاهين خارج البلاد والتي لم ينفها العضايلة.
وخلالة القول فان الظروف التي تعيشها هذه الحكومة لا تحسد عليها سواء في داخل الفريق الوزاري والتناقضات بين اعضائه وسواء خارج الفريق الوزاري من ميزانية خاوية ومطالبات شعبية لا تقوى عليها اية حكومة في ظروف افضل من هذه الظروف ولذلك اصبح لسان حال رئيس الحكومة هذه الايام عند سؤاله عن انجازات الحكومة مقولته التي لا تفارق شفتيه مهمتنا اليوم اطفاء الحرائق التي تشعل على هذه الحكومة وبالطبع حسب المعلومات المتوفرة ان الحرائق مصدرها الرئيسي هي حكومة الظل.
حمى الله الاردن والاردنيين وان غدا لناظره قريب.