عاجلاً وليس أجلاً



عام 1948 احتل اليهود فلسطين بعد عملية منظمة للهجرة اليها، وانتصارهم على العرب مجتمعين بما عرف بالنكبة وانشاء ما سمي بدولة اسرائيل، وخلال 20 عاما تلتها لم يقدموا امرا من اجل استعادتها رغم تكريس مفهوم العدو الاسرائيلي، وخلالها تمكن هذا العدو من تعزيز قدراته ليشن حربا جديدة على العرب عام 1967 وان يحقق نصرا جديدا عليهم، مضيفا المزيد من الاراضي العربية التي احتلها الى كيانة وهي كامل صحراء سيناء وكل الجولان والضفة الغربية برمتها.

وفي كل ايار من كل عام يحتفل اليهود بإنشاء دولتهم وندر ما يقوم العرب باستذكار هزيمتهم او نكبتهم ويقتصر الامر على بضعة نشاطات يقوم بها فلسطينيون في الشتات، وهي غالبا من الهزالة التي تزيد من الانكسار والاستسلام. كما انه وفي كل حزيران يحتفل اليهود بإعلان القدس عاصمة ابدية لهم مقابلة يختفي العرب ولا يخجلون من هزيمتهم الثانية او نكستهم، واكثر من ذلك تستسلم السلطة الفلسطينية للاحتلال وتمارس اعمالها في مظلته وحمايته ايضا.
لم يصمد اي احتلال عبر التاريخ كما يصمد اليوم الاحتلال الاسرائيلي لانعدام المواجهة معه، في حين ان كل الدول التي استعمرت من الدول الاوروبية تحررت ونالت استقلالها، وقبل ذلك زال الاحتلال العثماني عن دول اوروبا الشرقية وغيرها، كما ان هتلر لم يصمد طويلا في الدول التي اجتاحها ومن قبل خرج العرب من اسبانيا والامثلة كثيرة، فما العمل بالنسبة للاحتلال الاسرائيلي الذي هو بعمر 68 عاما لفلسطين وبعمر 50 لما تبقى منها.
لم يعترف اي شعب بالاحتلال والعرب يفعلون ذلك وها هم يقيمون معه العلاقات، وكأنهم ليسوا الذين انهزموا واحتلت اراضيهم ومقدساتهم، ولم يسجل التاريخ انتهاك حقوق شعب كما يجري للفلسطينيين، حتى إن شعوب القوقاز لهم دولتهم ومثلهم الارمن وان هي بإدارة روسية في حين لا يملك اي فلسطيني حقا في وطنه، ولا يحظى بلقب دولة وانما استيطان متوحش فوق كل وطنه وملكيته الخاصة ايضا.
التاريخ بطول سنواته وقصرها ايضا وعمر الاحتلال الاسرائيلي من الاصغر عمرا حتى الان، وان احتلالات عديدة استمرت قرونا قبل ان تنتهي فإن احتلال فلسطين لن يكون كذلك لأنه احتلال عقائدي ديني في جوهرة وسبات المسلمين لن يستمر طويلا والصحوة ستكون عاجلة وليست اجلة.