إلبس البدلة..إشلح البدلة

عام 2007 ..

وتحديدا في شهر تشرين ثان،تألقت «بدلتي» اليتيمة في ذلك الحين.كنتُ قد تشرفتُ بمرافقة الدكتور عادل الطويسي وزير الثقافة في عهده الاول بوزارة الثقافة عندما شهدت تلك الايام «طفرة» غير عادية في « الثقافة» الاردنية من خلال البرامج والخطط التي ترجمها «معالي/ ابو عدي» الى واقع أسعد الالاف من المثقفين بالاردن مثل مشروع التفرغ الابداعي والمدن الثقافية ومكتبة الاسرة وغيرها.
كنتُ محظوظا لمرافقة الدكتور الطويسي،بمعية مدير مكتبه الصديق فيصل الشياب الذي كان يورطني بالفرح والمرح وانا أرتدي البدلة» اليتيمة»،وكنتُ أخشى على « الوقار» الذي تُحتّمه « البدلة الرسمية» كما كنا نسميها.
كنتُ الصحفي المرافق للقاءات الوزير الطويسي وكانت معنا فرقة فنية تابعة لهيئات « الثقافة»،أظنها فرقة» الطفيلة» إن لم تخنّي الذاكرة.
وللتاريخ،فإن صحبة الدكتور الطويسي كانت ممتعة، وكان يتفهّم «مزاجي وصعلكتي» رغم «جدّيته» الواضحة.
بطبيعتي، لا احب ارتداء البدلات من المهد الى اللحد.لكن للضرورة و» الدبلوماسية «أحكام». فكان كلما ارتبط «معاليه» بموعد «رسمي» مع مسؤولين من الخارج،جاءني «فيصل الشيّاب» وقال: إلبس البدلة وكون جاهز الساعة كذا وخمس دقائق بالضبط.
وكم «راحت عليّ غداءات و»قيلولات» بسبب تلك المواعيد « الصارمة».
كنتُ سعيدا بوجودي ضمن الوفد الرسمي،وخاصة حين اجلس في سيارة»مَراسم فخمة»،وامامنا سيارة الوزير وامامها وحولها «موتيسيكلات» وسيارات الحرس.كنتُ أضحك واقول لصديقي «فيصل»:وين اهلنا يشوفونا بهالاُبّهة!
كنتُ أحرص على «جاهزيّة» البدلة « صنّارة المناسبات»،وعدم تعرضها لأيّة «بُقَع» نتيجة خطأي في تناول « الشوربة» او « العصير».
كنتُ أنتظر «تعليمات» مدير مكتب الوزير:»إلبس البدلة» أو «إشلح البدلة».
وبالطبع كان اكثر ما يضايقني اهمية «التزامي بالاتيكيت».من حيث المشي وعدم المبالغة في الابتسام والقهقهة اثناء اللقاءات الرسمية. وهذه تشمل كل المناسبات التي اضطر لحضورها في وجود شخصيات ومسؤولين،في الاردن وخارجه.
مع الأخذ بعين الاعتبار،الطبيعة التي يصعب السيطرة عليها احيانا،كأن «أفقع»ضحكة في مكان «غلط»،فتتجه العيون صوبي مثل سهام.
مين سهام؟