دمشق: مراسل رويترز سليمان الخالدي يدير من عمّان عملية الانتقام من سوريا

أخبار البلد - شنت صحيفة "الوطن"  السورية الحكومية الاحد في افتتاحيتها التي حملت عنوان " سقوط ضمير رويترز", هجوما عنيفا على وكالة رويترز للانباء ومراسلها في عمّان الصحافي الأردني سليمان الخالدي .

 

وقالت افتتاحية الصحيفة ان الخالدي تحول لـ"مرشد" الاحتجاج في درعا,وانه ساعد قادة الاحتجاج مع زميله في دمشق خالد يعقوب عويس في تهيئة الظروف الداخلية والدولية لتقبل فكرة أن ما يجري في سوريا

هو ولادة شقيقة جديدة للثورات العربية.

 

واشارت الى ان الخالدي وعويس "توليا بسعادة غامرة إدارة عملية  الانتقام من سوريا من مكتب عمّان الذي يمتلك جيشا من شهود العيان الوهميين".

 

وكان الخالدي اعتقل على يد اجهزة الامن السورية خلال بدء الاحتجاجات الشعبية العنيفة في 15 آذار الماضي في مدينة درعا قبل اطلاق سراحه .

 

وتاليا نص الافتتاحية:

 

أفضل الاختبارات لمصداقية وسائل الإعلام تتمثل في الأزمات، والتي تتميز بصعوبة الوصول فيها لمصادر المعلومات، كما التدقيق فيها.

 

الساحة السورية مثال جيد، من حيث صعوبة الوصول إلى معلومة، خصوصاً في ظل الأزمة الحالية واختلاط أصوات الإصلاح بأصوات الاحتجاج، والقتل الذي يجري لعناصر الجيش والمدنيين على حد سواء. في مثل هذه الحالات يمكن للمؤسسة أن تختار الحل الأصعب المتمثل في محاولة اختراق حاجز الصمت المطبق لأجهزة السلطة وبناء جسر من جهة، والتمدد في العمل نحو النشاط الميداني كي لا تضيع الحقيقة بين اتصالين هاتفيين لطرفي القصة. لا نريد أن نسمي من نجح، عبر إثبات الحد المقبول من المهنية. نريد أن نسمي من أخفق بل سقط سقوطاً مريعاً.

 

فمنذ بدأت الأحداث في سورية منتصف شهر آذار تقريباً ووكالة "رويترز" للأنباء متشبثة في موقفها. وهو موقف منحاز ليس للمحتجين كتصنيف بين "أخيار" و"أشرار"، بل لفكرة "الاحتجاج" التي تقود لـ"نعرات طائفية" عملت الوكالة على تزكيتها خلال فترة وجودها الميداني في سورية، وعلى زيادة وتيرتها لدرجة تثير الغثيان خلال تغطيتها من خارج البلاد بعد أن طرد مدير مكتبها بالسرعة القصوى، لاختلاقه خبراً.

 

وقبل أن نتهم بالتلفيق، نذكر الزميل خالد يعقوب عويس، الذي كان يحط في سورية بين الإجازة والأخرى وبالكاد يعرف من أهلها الدبلوماسيين المقيمين، بأنه كان اعتذر لأحد هؤلاء الدبلوماسيين بعد سريان خبر طرده عن "اختلاقه" خبراً عن قرية "المحمدية" التي قال فيها: إن مواطنين قتلوا برصاص قوى الأمن. لكن خيال خالد لم يكن هو القصة، فقد كان سبق لزميله مدير مكتب عمان سليمان الخالدي أن تحول لـ"مرشد" الاحتجاج في درعا منذ بداية الاحتجاج فيها إن لم يكن قبله. فوجه بالطرق والأساليب وساعد بأخباره وبالتعاون مع "قادة" الاحتجاج في تهيئة الظروف الداخلية والدولية لتقبل فكرة أن ما يجري في سورية هو ولادة شقيقة جديدة للثورات العربية، وطبعاً من دون تصريح عمل أو حتى اسم صريح.

 

وبعد أن تم التعامل مع الزميلين بما يستحق كل منهما، توليا بسعادة غامرة إدارة العملية من عمان، وللأسف وبدلاً من أن تحافظ وكالة "رويترز" على عراقتها وتسأل عن أسباب طرد مدير مكتبها في دمشق، سارعت إلى تسليم "ملف" سورية إلى الصحفيين الخالدي وعويس ووضعت "رويترز"، المؤسسة العالمية، مهنيتها ومصداقيتها في ذمتهما، وباتا يتعاملان مع سورية من باب الرغبة في الانتقام لا التغطية.

 

كان من الواضح خلال تغطيتهما لأحداث تجري على بعد مئات الكليومترات منهما أنهما يفبركان التقارير ويلتزمان الكذب فقط في محاولة لتأجيج الوضع في سورية وخاصة أن كل الأخبار التي بثاها ولا يزالان، باتت المصدر للفضائيات العربية والأجنبية التي تنقل عن "رويترز" على أساس وكالة مهنية وموضوعية، لكنها أثبتت أنها باتت وكالة لا علاقة لها بالمهنية، وبكل تأكيد ليس لديها أي موضوعية، ومن يقرأ تقارير الوكالة ولاسيما في الأسبوعين الأخيرين، يستغرب كيف لضمائر الناس في لندن أن تسمح بمرور كل هذا الكذب، من الحديث عن "قصف درعا بالدبابات" إلى توزيع "الأسلحة على الطوائف" إلى "اختلاق تسميات للعصابات، إلى غياب الرواية الرسمية وجيش شهود العيان الذي يمتلكه مكتب عمان، والذي يرى والكهرباء مقطوعة، ويتحدث والاتصالات محجوبة ويرسل صوره وهو "تحت الحصار".

 

ولكي لا نلام بأننا متفرجون، كنا عرضنا موقفنا من الكذب المنظم التي ينتهجه مكتب عمان تجاه سورية على الوكالة في مقرها الرئيسي في لندن، حتى ربما كنا مستعدين للتواسط مع السلطات السورية كما جرى مع وكالات منافسة لدعوة محررين دوليين ومحترفين لرؤية الوضع عن كثب، وللأسف كان جواب لندن: الوكالة "أخذت موقفاً" بسبب احتجاز كل من الخالدي وعويس وطردهما.

 

ولاعتبار أن موقف المؤسسة التي يزيد عمرها على مئة عام وكل مهنيتها وتاريخها الإخباري المشرف يسقط أمام "شخصنة" قضية بلد بكامله، حينها نأسف للقول: إن الوكالة كلها تسقط، دون استثناء. وذلك إلى أن نرى الوكالة تحرك ضميرها الساكن تجاه بلدنا، حفاظاً على اسمها الذي قرأنا عنه في الكتب أفضل مما نشاهده على أرض الوقائع حالياً.