الأمير خالد الفيصل.. سحرتنا بتواضعك



ستبقى قاعة الاحتفالات الكبرى في مسجد الشهيد الملك المؤسس شاهدة ومدونة وذاكرة المكان والزمان على تواضع أميرين ، أمير الإنسانية راعي المعاقين في الأردن سمو الأمير رعد بن زيد كبير الأمناء ، وسمو الأمير خالد بن فيصل بن عبد الله آل سعود سفير خادم الحرمين الشريفين.
كان هذا التواضع العنوان الأبرز للاحتفال الكبير الذي أقامه المركز السعودي للكفيفات. بمناسبة تخريج الفوج 39 من طالباته .
وتجلى ذلكم في وقوف الأمير رعد أمام بوابة قاعة المؤتمرات منتظرا الأمير خالد وقتا من الزمن. وتصافح الأميران، وقبل الأمير خالد الأمير رعد. مبينا أن سبب التأخر ( أزمة السير الخانقة)، التي تشهدها شوارع عمان. ومن مرتبط بموعد يتوجب علية، التوجه قبل ساعة ونصف. واعتقد أن لسان حال سمو الأمير السفير على حرص الأمير رعد كبير الأمناء و عميد الأسرة الهاشمية.. بانتظاره لحين وصوله له دلالة واضحة ( أن له قدر وشان عند الأسرة الهاشمية ).
وحينما قدم الأمير رعد الأمير السفير، للسير أمامه، رفض الأمير السفير. وقال: ( أنت أمامي وأنا خلفك، أنت قدامي وأنا ورآك خطوتي بعد خطوتك ). ولم يكتف الأمير السفير عند هذا الحد . فقال للأمير رعد: ( أنت كبير الأمناء ليس في الأردن، وإنما في الوطن العربي ). وكررها عندما قال : (ليس عميد الأسرة الهاشمية ، وإنما عميد الأسرة السعودية) .
وزاد الأمير السفير حينما جرى توزيع الشهادات والهدايا على المكرمين فقال: ( أنا في حضرة سمو الأمير رعد، فإذا حضر الماء بطل التيمم، وأفضل ألا يذكر اسمي في حضوره ). فنزل من على منصة الاحتفال، وعاد ليقف إلى جانب الأمير رعد، طالبا من القائمين على الاحتفال، أن يتم تكريم الخريجات والجهات الداعمة من قبل الأمير رعد،وبذلك يضيف جانبا مضيئا آخر من التواضع والتقدير والاحترام إلى سمو الأمير رعد. كونه أبا لذوي الإعاقة والراعي الدائم لهم طيلة حياته التي كرسها لخدمتهم مطالبا تلبية حقوقهم.
وأشاد الأمير السفير وهو يستذكر ما قام به الأردن قيادة وحكومة وشعباً اتجاه دعم المركز منذ عهد المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه ،وحتى عهد الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه. معتذرا عن تقصير بلاده في دعم المركز، وشاكرا الشعب الأردني والحكومة الأردنية على دعمهم للمركز ومساعدته للنهوض في تقديم خدماته الجليلة لهذه الشريحة من أبناء الأمة الإسلامية.طالبا سموه أن يطلق على المركز تسمية ( المركز الأردني السعودي ) .
ووصف سمو الأمير السفير، الكفيفات بأنهن من وهبهن الله الكفاءة رغم ما مُنِع عنهن من كف البصر.والكف معناه (المنع) وهو مأخوذ من الكفاءة وهي التميز. وتمنى قائلا : ( يا ليتني لم أكن سفيرا لأكون خلفكن، لأتعلم منكن القوة والحكمة، ولأكون بصيراً كما أنتن الآن). وحينما سمع الحضور ، كلمات سموه العفوية الشاعرية صفقوا له بحرارة احتراما وتقديرا لأمير الخلق والأخلاق الرفيعة . فتردد صدى كلمات الثناء الرقيقة الرقراقة التي خرجت من سويداء قلبه لتسكن قلوبهم من دون استئذان .
هذا الحدث جعل من الأمير السفير أن يصبح نجم الاحتفال. فأضاء المكان والزمان وأضفى عليه رونقا وصفاء وبهجة خاصة لا مثيل لها . فالسعادة كشفتها الوجوه، وكلماته أثلجت الصدور وملأت الجو طيبا وبخور . لقد أحبك كل من سمعك، أحبوك على صدق مشاعرك وعفويتك، فالتاجر الواثق من نفسه يعرف كيف يسوق بضاعته، ويجذب الزبائن إليه، ويصبح محط اهتمام الجميع وتسليط علية الأضواء.
هنيئا لك دبلوماسيتك التي جذبت بها عبر كلامك العفوي الناس، وبعثت رسالة هامة إليهم مفادها. ( أنا هنا بينكم ومعكم واليكم أعيش فرحكم وهمومكم وقد وجدت لخدمتكم وأبوابنا مفتوحة لكم، كما هو قلبي الذي ينبض بالحب والخير لكم، ولساني هاهو يحدثكم ). هنيئا لنا فقد كنت مجدا في زرع أشجار مثمرة رويتها بفروسية الفارس وفراسة الأمير المرهف الولهان فالعاشق لعمله الذي يتقن دغدغة العواطف ويعرف ما يريده أبناء الوطن،فأنت في هذا الزرع فتحت آفاقا رحبة، وكأنك تقول: ( أنا في بلد توأم لبلدي، وشعب شقيق لشعبي. وأسرتنا المالكة ، أسرة واحدة، لا تفصلها إلا الأسلاك الشائكة). جئتكم تنفيذا لتطلعات وتوجيهات سيدي ومولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أطال الله في عمره . لتذليل الصعاب والترحاب بالأهل والأصحاب .
فأنت أيها الأمير ( خالد ) لك من اسمك نصيب وستبقى درر كلماتك التي طوقت بها أعناقنا، وسلبت قلوبنا وجعلتنا نعبر بها الآفاق الرحبة والأنظار تتابع خطواتك. خالدة في وجداننا ومنارة نهتدي بها، فليس لها وصف أو توصيف إنها باقية خالدة محفورة في وجداننا. فأنت يا من أوصاك ملك الخير والعطاء الوصي على بلاد الحرمين حفظها الله. بان تكون سحابة خير معطاءة بالجود والشهامة . وسفيرا للإنسانية قبل السياسة وشمعةً تنير دروب التائهين والحيارى والمعذبين. وفي كل ثانية نردد عسى عمرك طويل يا طويل العمر ونقولك :إن غشا راسك هموم وأوجاع من كثر أشغالك وكنت محتاس ميل صوبنا قهوتنا تعدل الرأس . عنواننا التهلي والترحاب والكرم . ولا زود عليك فالطّيب مغروس فيك من غرس ملوك، يا من سحرتنا بطيب أخلاقك وتواضعك. وحسن كلامك يا من فرضت علينا شكرك واحترامك. - صحافي