خالد الكركي فلتبق أنت ولتذهب المساعدات فالحر لا يأكل من برميل النفط


 

اخبار البلد- عمر شاهين -ما بين عيد الكرامة وقبل عيد الاستقلال، تخرج إلينا إشاعة لم توثق بعد بأن دولة الكويت الشقيقة الحبيبة،التي يضع رجالها على رؤوسهم نفس شماغنا  أو بعض الجهات السياسية تشترط قبل تقديم المساعدات المالية للأردن بان لا يبق الدكتور خالد الكركي رئيسا للديوان الملكي وذلك اعتراضا على مواقفه المؤيدة للبعث العراقي والرئيس الشهيد صدام حسين.

لو حكمنا في العقل المادي، فلن يقف الدكتور خالد الكركي عائقا أمام مساعدات مالية لبلده، في أصعب الظروف المالية، التي تمر على الأردن وإعلان الموقف الرسمي الأردني لدول الخليج بان الاقتصاد الأردني ، بحاجة إلى مد عربي شقيق وخاصة من تلك الدول التي تنعم بالفائض، وسبحان الله قبل أن تنتشر هذه الفكرة في عقل الكركي ، نفسه كنا نقرأ عن تمادي في الكويت بحيث وصل الأمر إلى مطالب نيابية كركية في التحقيق بمنح نفطية سابقة ليظهر أن أول الرقص حنجلة.

لا يجوز أن يقبل أي أردني حر هذا الشرط ، حتى لو قبلنا برفع الأسعار ، وتحملنا العبء الصعب، فالأمر لا يتعلق فقط في خالد الكركي بل بموقف أردني معروف مغروس في القومية، ورفعة الرأس الذي رفضنا أن ينحني يوما ولكن لعنة الله على كل مسؤول تساهل في إضاعة  ممتلكات الوطن وأوصلنا إلى هذه المرحلة التي نتسول بها  نار نفط الأشقاء وحرارة الموقف التي تفوق حرارة الصحراء.هل تبادلون يا أشقائي كرامنا بنفطهم هل هناك أردني من يقبل هذا ..؟فمنصب رئيس ديوان ملكي يعني كل أردني منا..

 خالد الكركي بالنسبة لنا شيء عظيم أهم من كل آبار نفطهم، ورجل ننتفض لأجله ، ولوجوده في الديوان، ونقبل نفطا نعتبره ملك لأمة عربية واحدة، وبعث للممتلكات شعب بل أسلاك، وليس نعمة شيوخ،يمنون علينا بها، وخالد عمود من أعمدة الكرك الثقافية ، تلك القلعة التي احرق فوقها أبناء إبراهيم الضمور من قبل الأتراك أمام عينه رافضا تسليم قاسم الأحمد  القادم دخيل من نابلس  وتبكي زوجة الشيخ إبراهيم الضمور  العلياء وهي تقول "   يا شيخ الأولاد فيهم عوض اما الشرف والنوماس ماله عوض" .. يجب أن يعرف أشقاء الكويت أننا جيش الكرامة وارض استوعبت النكبة والنزحة ولن تنحني سوى لله، وتبا لوقود سيارة أو غاز طبخ سيحني رؤوسونا...

خالد الكركي لا تنحني ولتبق مثل قلعة الكرك، تلك التي توقفت أسفلها قارئا وأنا متوجها إلى قبر جعفر والى مؤتة  جملة "ارفع راسك بالكرك" ، وسنظل رافعين رؤوسنا ونحن في الأردن، فيا خالد نحن أحفاد عبدالله ين رواحة ينظر في مؤتة إلى تمراته ويقول "بخم بخم أهذه من تمنعني عن الجنة" نحن أحفاد جعفر الطيار حاضنا راية لا تسقط حتى لو قطعت اليدين..

خالد الكركي ذلك الذي بدأ عهده كوزير الثقافة بفتح أبواب رابطة الكتاب التي أغلقتها العقول العرفية الرجعية التي يهزم قلم كل بنادقها ويرعبها بيان أو إبريق شاي يضم بضع مثقفين، وانتفض المثقف لزملاء القلم، معيدا لمؤنس ابن منيف الرزاز بعث كلماته، واشتراكية كلمات هاشم غرايبة، ولكن آخ .. يا خالد الكركي على زمن تلوثت صفحاتنا بذلك النفط الأسود ونسينا الخيمة ولهثنا وراء الاوكتان ونسبته البنزين.

نعم نحب صدام حسين ليس لأنه احتل الكويت، فما هان لنا بلك الفعلة، وكننا نحب الرجل الذي قال : "سأحرق إسرائيل إن احتلت أي دولة عربية"، ذلك الرئيس الذي صرخ ما أحلى النصر بعون الله، نحبه ذلك الذي وصلت صواريخه إلى تل أبيب وأجبرهم على أن يناموا كالجرذان في ملاجئهم، ذلك العراقي الذي استفز جيوش العالم كي تقتل عروبته وتمنع بعثه.

يا إخوة الكويت استعرضوا شعرائكم الذين تغنوا بصدام حامي البوابة الشرقية من امتداد جيش الخوميني، ذلك الذي ضحى بمليوني عراقي كي لا يقتل عمر على اسمه،ولا يظهر علقمي جديد، ذلك صدام حسين الذي كان يمد الأردنيين بنفط العراق دون شرط مشروط، فقد كان يضخها بدماء العروبة ، ذلك العربي الذي حفظ كرامة عبدالله بن جعفر الطيار الذي قال أسفل جبل عرفات : " إن لم يعرفوني فانا اعرف نفسي" ..

نحن أبناء الهاشميين الذي صرخ جدهم الحسين يوما في كربلاء هيهات منا الذلة ... نحن شعب حوصرنا مثل العراق عشرين عاما ، لأننا تغنينا الجيوش نزلت نزلت على الميدان بعون أبو عبدالله وقائدنا صدام وما قلناها معاذ الله شماتة بإخوتنا في الكويت بل تلك الروح المندفعة ضد كل ما هو أمريكي وصهيوني في جبهة وقف بها العراقي وقابلها الانجليزي الذي سرق منا فلسطين ومزقنا بسايكس بيكو والأمريكي الذي حرق أطفال صبرا بذخيرته..

خالد الكركي قابلتك مرة واحدة فقط،  وأنا أذكرك وأنت لا تذكرني،في معرض عمان للكتاب وشاءت الصدفة إن يقام المعرض فوق ارض العبدلي قرب قيادة الجيش وكنت احمل المجموعة الكاملة لمؤنس الرزاز وبيدي رواية طاهر العدوان وجه الزمان فقلت لك : تخيل الجندي احمد كان يأتي للقيادة مع أمه مشيا على قدميه .. وتحدثت معك عن الرمزية لدى مؤنس وقلت كل أني قرأت كتابك سنوات الصبر والرضا وقلت أيضا انها رواية أكثر من أن يكون كتاب سيرة ...

ولكن بئس هذا الزمن إن كان هناك من يجهلك ،ولا يدري انك من أعدت فتح أبواب الرابطة، ونسي جملتك الحديثة عندما قلت في الجامعة الأردنية سأغلق يوم الانتخابات الأبواب أمام المتطفلين... وان كنت أنت أيها الكركي الذي حفظت في لندن أشعار المتنبي مغروس في أشعاره وتحفظ كلامه فاني أذكرك أن المتنبي قتل لأجل بيت شعري ونحن سنموت جوعا قبل أن نغرق في برميل نفط .. ابق يا صديقي ولنموت بردا ...ولنعود لنسير على أقدام الشرف تلك التي قاتلت على باب الواد وسجلت الكرامة الأولى ولن نعيد كرامة وضعناها غربا .

Omar_shaheen78@yahoo.com