الحكومة تربح العناني ..

وجريدة الدستور تخسره.. النتيجة مؤسفة بلا شك، وهذا ما قلته لعقل بلتاجي أمين عمان صبيحة الاربعاء، بعد أن حدثني عن العناني وأكد لي بأنه ضمن فريق الملقي الوزاري.. البلتاجي حريص على سلامة الدستور وقوتها على الساحة الاعلامية.

الدكتور جواد العناني، كان مكسبا استثنائيا لجريدة الدستور في ظرفها الصعب، ومنذ تولى شؤون مجلس إدارتها قبل عدة أشهر تغير الحال، ولم ألتق بالدكتور العناني وهو في هذا المنصب سوى لقاء عارض اقتصر على التحية، ومنذ قدومه ونحن نؤجل اللقاء بيننا «إذاعيا»، ولا أخفيكم سرا بأنني كنت متوجس من أي حديث مع الرجل حول جريدة الدستور، سواء أكان الحديث إعلاميا أم شخصيا، لأنني أخشى الخيبة من جديد حول مصير جريدة الدستور، التي قفزت من عمق الزجاجة متجاوزة عنقها، قفزة مهمة تزامنت مع قدوم  الدكتور العناني رئيسا لمجلس إدارتها..
ربما لم يعلم الدكتور العناني، بأنني لم تعجبني الأخبار المتسربة حول احتمالية وجوده ضمن فريق حكومة الدكتور هاني الملقي،
ولم أكن أرغب في انضمام العناني للحكومة، وذلك ليس حسدا للحكومة، بل لأن الدستور غرقت في جرحها سنوات ولم تمتد الأيدي لإنقاذها، وهي الأيدي التي طالما حمتها وعضدتها الدستور كما فعلت دوما من أجل الوطن ورجالاته وقضاياه وسياساته .. وما لبث أن جاءها العناني منقذا حتى خسرناه وربحته الحكومة.
أمس؛ وفي اتصال هاتفي مع الدكتور العناني، هنأت الرجل بالثقات جميعا، وسألته عن مصير «الدستور»، فأكد بأنه يتابعها بشكل حثيث.
جواد العناني؛ الدكتور، السياسي والاقتصادي  المتوقد الفكرة والمستنير العبارة، يلمع بشدة، ولا علاقة للموقع باللمعان والإشعاع، فهو ذاتي كما أرى، ولا يمكن أن تغيب عن بال وبديهة الرجل أية إجابة مقنعة، قابلته إذاعيا قبل عام تقريبا، فكان اللقاء بمثابة عصف ذهني في الاقتصاد والسياسة، وحين تولى مجلس إدارة الدستور استبشرت بأن الجريدة ستعود لمكانها الطبيعي بسرعة كبيرة، وهو ما حدث تقريبا، ..
نحرص بالطبع على نجاح حكومة الملقي بالاختبار الكبير، وندعمها وفريقها الوزاري لتحقيق الرؤية الملكية التي حملها خطاب التكليف السامي، لكنني أحرص أكثر على القيام بواجبي كمواطن وصحفي وفرد من عائلة «الدستور»، التي اصطبر أفرادها على تحمّل ظروف قاسية جدا، ايمانا منهم والتزاما بهذه المؤسسة العتيدة في الاعلام، والرشيدة في الدفاع عن المواطن وعن الوطن وقيادته، لذلك لن نركن إلى اجتهادات المجتهدين من جديد، ونطالب «الدكاترة»: جواد العناني والرئيس هاني الملقي كما هو الحال بالنسبة لمحمد المومني، بأن يستمروا  في حراسة جريدتنا، حتى تتجاوز فعلا كل الظروف القاسية، وتستمر بالسير بأمان على السكة من جديد..فإشعاعها اليومي هو أهم مصابيح الوطن في مواجهة عتمة الأزمات والظروف التي تداهم او تستهدف الوطن..
مبروك للحكومة انضمام الدكتور العناني لفريقها، ولا عزاء للدستور سوى أن يتعهدوا جميعا بالوفاء لها، كما كانت وستبقى وفية للوطن ولقيادته وللحقيقة المقدسة .
لا تضيعونا..ولن نقول إياكم.
عشتوا النشامى.