رصاص ودم وحشيش في العقبة * ماهر أبو طير

اخبار البلد انتظار دام فترة ليست قصيرة،بعد تعيينه،بدأ رئيس سلطة اقليم العقبة الجديد،دوامه البارحة،وهو دوام متأخر مقارنة بما في العقبة من مشاكل ساخنة،لاتحتمل الانتظار.


لايهم.كل شيء قابل للصبر.كل شيء عند العرب صابون.والدنيا لم ُتخلق في ساعة.ومالايمكن فعله اليوم،يمكن فعله غداً،وهكذا تقرض الايام بأنيابها،سمعة أهم مشروع استثماري وسياحي في المملكة،بأعتبار ان المستقبل واعد ووردي!


بين يدي رسالة مثيرة من شخص ذهب الى العقبة للسياحة،بعد ان كان يذهب الى «طرطوس» السورية،وفرمن العقبة،تحت وطأة الرصاص،والسكاكين،بعد ان شاهد بأم عينه معارك العصابات،الخميس الفائت،على الشاطئ الشهير باسم شاطئ الغندور.


يقول مرسل الرسالة..»يوم الخميس الماضي،ذهبت في رحله استجمام للعقبة،وما ان وصلت حتى ذهبت الى الكورنيش،اي شاطئ الغندور،سابقاً،وكان اول مشهد شاهدته»ازعر»يشتم الذات الالهية في وجه «ازعر» آخر فرد له الشتيمة بنفس الصيغة وضربه بزجاجة أرجيله وبعدها تجمع اصدقاء «الزعران» للمساندة».


يزيد صاحبنا فيقول..»اخرج احدهم حربة بطول ثلاثين سنتمترا تقريباً وقام بضرب الاخر فيها أمامي فما كان مني إلا الهروب،وبعد ان ابتعدت حوالي عشرة امتار سمعت اطلاق رصاصة وبعدها صوت صراخ النساء وبكاء الاطفال القادمين مثلي للسياحة،وهربوا بشكل جماعي طبعاً،وبعد قليل وصل رجال الامن».


يضيف في رسالته.. «سألت رجلا كبير السن يبيع على «بسطة»عنهم فقال انهم «زعران»ولااحد قادر على وقفهم،وهم يتشاجرون دوماً ولايشتكون على بعضهم،ويخرجون من السجن،فوراً،اذا تم توقيفهم لعدم وجود شكوى،والذي يرى مارأيت من اطلاق النار مثلي لن يعود ابداً،وقد رأيت شخصاً اخر ضربه ازعر بزجاجة ارجيلة بالخطأ،حدثت بعد ذلك اكثر من مشاجرة فرعية على خلفية المشاجرة الاولى».


يقول صاحبنا بمرارة..»لم اتوقع ان العقبة هكذا بصراحة،ناهيك عن المطاعم المقرفة،وأزمة السكن والغلاء مما اضطرني ان اعود مع مطلع الفجر الى عمان،فأين الشرطة السياحية في العقبة؟أزعر واحد عليه اكثر من خمسين قيد اجرامي كيف يتجول في هكذا منطقة ؟؟ وقبيل مغادرتي ذهبت الى محل لبيع «الحرامات» للشراء،فرويت لصاحبه مارأيت فقال لي انه قبل اسبوع واحد فقط تم اطلاق النار على شخص على باب محله».


من قصص المخدرات والحشيش، والملاهي ومراكز المساج، مروراً بالزعران والعصابات،وصولا الى الغلاء وتردي الخدمات،يأتي ملف العقبة بكل تفاصيله امام المسؤولين، لنعرف ماالذي يجري في مشروع الاردن الاول.


يشتمون الله في العقبة، وُيحشّشون، ويطلقون النار،ثم ينتظرون الاستثمارات والسياحة.. فأي انفصام هذا؟!


--