التعرف على النفس او الذات
ان شهر رمضان
من أهم المحطات السنوية ألتي تمر على المسلم قال تعالى:
(( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ))
فكيف يعيننا رمضان على التقوى ؟؟
اهم اﻻمور التي ينبغي لكل شخص معرفتها هي التعرف على نفسه ولا يستطيع اي انسان معرفة نفسه والتغلب عليها اﻻ بالاستعانة بالله ﻻن النفس متلونة ومتغيرة ﻻ تبقى على حالة واحدة ومن أراد الاستفادة المثلى في هذا الشهر الكريم رمضان. فعليه ان يتفرغ فيه للتعرف على نفسه من خلال قرأت القرأن ومناجات الله تعالى
حتى يستطيع الإنسان أن يتمتع بحياة طيبة في الدنيا والآخرة فإنه يجب عليه أن يتعرف على نفسه أولا وعلى محيطه ثانيا ,وقد زوده الله بوسائل التعرف قال الله سبحانه وتعالى في سورة الملك: ( هو الذي جعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون ) فأي إنسان يخلق من بطن أمه لا يعلم شيئا .........آية ..ويبدأ الله بتعليمه مباشرة ,فيتنفس بعد أن كان لا يتنفس ويأكل بعد أن كان لا يأكل ويتبول ويتغوط .
وكذلك زوده بلغة يعبر بها عن نفسه بقدر حاجته هي الضحك والبكاء , وسخر له أبويه ليوفر له ما لم يقدر على توفيره ,ثم يبدأ بالتعلم من محيطه وإظهار خصائصه مما وهبه الله ,فهو ليس ضد ما هو قائم ,ولا متنافر مع ما كل ما هو قائم , حتى إذا بلغ أشده فإنه يكون قادرا إذا أراد للتعرف على مواهبه الخاصة التي لا يعرفها إلا هو وعلى وسائل التوفيق بين متطلبات هذه المواهب والتطرق المناسبة لانسجامها مع مواهب الآخرين ,وما من موهبة وهبها الله أي شخص إلا وهناك إمكانية لتلاؤمها مع مواهب الآخرين ,ولكنها في الواقع قد تحدث أخطا تحول هذه الموهبة من خير لصاحبها وللمجتمع إلى شر ضده وضد المجتمع ,فأما الا يتعرف الفرد على مواهبه فيتركها تدمره من الداخل لعدم إظهارها إلى الواقع ويحدث ذلك أن تموت هذه المواهب ويحدث اليأس وأما أن يحسد غيره على موهبة ليست له فيخسر هو يخسر صاحب الموهبة ,, وإما أن يقسوا المجتمع على صاحب الموهبة ,فيمنعه من إظهار موهبته فيخسر الفرد والمجتمع .
ونقطة البداية هنا الأساسية هي تعرف إنسان على مواهبه لأنها فيه ولا يحتاج للآخرين أو لموافقتهم حتى يتعرف ولا يستطيع أحد مهما كان أن يمنعه من ذلك ن قصر في ذلك فلا يلومن إلا نفسه ,فمن ناحية فإن انشغاله بموهبته لا يجعله يحسد الآخرين فيحصل تعاون بين الطرفين ومن خلال إظهار مواهبه والإصرار على ذلك فالمجتمع لا بد أن يرحب بذلك ويشجعه لأنه مستفيد .
إذا فكل الأخطأ والمشاكل تنبع من الإنسان ذاته يقول سبحانه وتعالى (.وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) ...) فالإنسان عدو نفسه الأول واضر عليها أكثر من غيره ولا ينفذ الأعداء إليه إلا من خلال عداوته لنفسه فإن منع نفسه من أن تضره يكون قد سد كل الأبواب التي يدخل منها الآخرون للإيقاع به ..
وبما أن الإنسان له عدو معروف وواضح وهو الشيطان الذي يستغل كل ظروفه ونقط ضعفه فإنه يدخل منها ويكشفها لأعدائه ويضره .
فلا يكفي الشخص التعرف على نفسه المعادية له لأنها تتقلب بما يزينه لها الشيطان ولذلك فإنه يحتاج إلى وسيلة دفاع قوية لا تغفل ولا تعجز ولا يقدر على ذلك إلا الله فمن ثم لا غنى للإنسان عن الله حتى يواجه نفسه والشيطان مهما كان حرصه ( فإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ) من سورة فصلت ولذلك فإن القرآن هو حصن الله المتين للإنسان من النفس ومن الشيطان قال سبحانه (.وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53)من سورة يوسف..) فالقرآن يعلم الإنسان التعرف على حقيقة نفسه الشريرة وحقيقة نفسه اللوامة فيساعده على كبح النفس الشريرة ,ويساعده على متابعة النفس اللوامة ,وذلك من خلال التوبة والتوقف عن الأعمال التي تدعوه إليها النفس الشريرة ,ويدعوه إلى طاعة النفس الخيرة .يقول الله سبحانه وتعالى :
(والذين هم من خشيته ربهم مشفقون....)
ويقول سبحانه في سورة الأحزاب (.إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)) ومن يريد أن يتعرف على نفسه الشريرة فما عليه الا أن يتدبر الآيات التالية على سبيل المثال لا الحصر .
يقول سبحانه وتعالى في سورة يونس : (إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10) وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11) وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12) ) وكذلك الآيات الآتية في نفس السورة:( وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آَيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ (21) هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23) إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (25) لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26) وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (27) وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28)) وفي سورة هود ..(( وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10) إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11) ......
وفي سورة الإسرى (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا (83) قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا (84) وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86) إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا (87) قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89) )وفي سورة الروم :( ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (28) بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (29) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33) لِيَكْفُرُوا بِمَا آَتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (34) أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ (35) وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ (36) ) وآيات أخرى .
ولذلك فإنني من تدبري للقرآن أن القرآن حدد لنا كيف نتجنب الوقوع في هذه الأمور قدر الإمكان من خلال التالي :
1 ـ التواضع
التواضع عكس التكبر ويتحقق ذلك عندما ينجح الإنسان في التعرف على مواهبه والانشغال بها وتحويلها إلى قيمة مفيدة له وللآخرين وبالتالي التمتع بمزايا ذلك من خلال السعي إلى النجاح الحقيقي ,ولا يتحقق ذلك الا ببذل الجهد واختيار الوقت اللازم والمناسب لذلك أي عدم استعجال الأمور قبل أوانها .
2 ـ الطموح :
والطموح عكس الأماني والغرور وينشأ الطموح من خلال استغلال الإحسان في عمله والاستفادة بما سخر الله له من العوامل المساعدة من الناس وغيرهم .فأي فكرة مهما كانت مفيدة وليس لها أفق في الاستمرار من حيث الزمان والمكان والإمكانيات فإن الانشغال بها نوع من الخسران المبين لأنه لا إمكانية لتحقيقها فالانشغال به خسران بل وتمنعك مما هو مفيد وممكن .
3 ـ الإحسان للآخرين :
المقصود بالإحسان للآخرين هو أن نعطي للآخرين المحتاجين مما لديك من غير مقابل ومن غير من أو أذى .ذلك أن الإنسان إذا استغل موهبته بطريقة صحيحة فإنه يحصل على عائد مادي أو معنوي يفوق ما يحتاجه كي يعيش ومن يعتمد عليه كي يعيش حياة طيبة فالتاجر الناجح يحصل على أموال أكثر مما يحتاجه هو ومن يعول في عمره كله ,فإن لم يحسن إلى الآخرين من خلال الإنفاق فإنه يتحول إلى متاعب له في الدنيا والآخرة قال الله سبحانه وتعالى :
(التكاثر ﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴿١﴾ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴿٢﴾ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣﴾ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٤﴾ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴿٥﴾ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ﴿٦﴾ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧﴾ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴿٨﴾.)
وكذلك من يخفي العلم والمعرفة وكل شيء جميل ومفيد يعطيه الله الإنسان ويحتاجه الآخرون فإن عليه ألا يبخل فيه عليهم .
4 ـ العبودية لله :
تعني أن ما حصل عليه الإنسان من موهبة فهي من الله ابتدأ وإذا أراد الله أن يحرمك منها فهو قادر وكذلك توفيقه لك باكتشاف هذه الموهبة ونجاحك في الاستفادة منها فهو قادر , وكذلك توفيقه لك باكتشاف هذه الموهبة ونجاحك في الاستفادة منها هي هداية وتوفيق من الله , وكان بالإمكان ألا تكتشفها ولا تستفيد منها ,فكم من إنسان لديه موهبة لم يستفيد منها ولم يكتشفها ,وبالإضافة لذلك فإن الله لديه الفضل الكبير وهو ذو الفضل العظيم فاسأله من فضله يعطيك أكثر مما لديك ويفتح عليك أمورا كثيرة من منافع الدنيا والآخرة ,ويفتح عليك من العلوم النافعة ما كان لك أن تصل إليها .
وبالرغم من تقصيري في هذه الأمور فإني أقر وأعترف بفضل الله علي فقد أظهر الجميل وستر القبيح وأني لأرجو أن يغفر لي ذنبي ويستر عيبي أن يتوب علي ويقبل توبتي حتى أتجنب ما لاحظته في نفسي من كبر وغرور وأن يعينني على نفسي بالتزام التواضع والطموح والإحسان للآخرين بغير من أو أجر ,وأن يعينني على عبادته وحسن طاعته ,كما من علي بفضله وجوده أن هداني للقرآن وإلا فما كان لي أن أتعرف على عيوبي لو لان الله هداني للقرآن والتدبر فيه