قوائم الوزراء وذبابة الربيع


 

اول من امس، الاثنين، قرأنا على الهواتف الذكية التشكيلة الوزارية لحكومة الملقي تتصدرها: صدرت الإرادة الملكية.
وأخذها الجميع مأخذ الجدّ لأننا بدأنا نسأل عن الأسماء، وآبائهم، وأجدادهم. ثم فطن أحد أذكياء الجلسة فتناول هاتفه الذكي ووجه التهنئة لابن عشيرته الوزير. فجاءه الجواب: والله ما هو صحيح لا أنا وزير ولا يحزنون. ومع ذلك فقد ذهبنا إلى بيوتنا بوزارة جديدة.
هذا النمط من «الإعلام» لم يعد موضوعاً مطروحاً للنقاش فيما اذا كان خبرا، أو التفكير الرغائبي، أو التشويش على وزارة جديدة لم تتشكّل بعد.
..طبعاً، مثل هذا النمط من استغلال التكنولوجيا لممارسة الهبل، لا يسمم وإنما هو مثل ذبابة الربيع: كبيرة، ومقـززة ولا تعيش أكثر من 24 ساعة. فليس علينا إلا أن ننتظر ونأخذ الخبر اليقين.
مع أن الكثيرين يحلمون بمعجزة تضع الاسم الذهبي في قائمة الوزارة الجديدة.
من التذكرات القديمة أنه وأثناء تشكيل الأستاذ أحمد عبيدات لوزارته.. كنا في جمعة تذاكي وتنبؤ بأسماء الوزراء في مكتب مدير التلفزيون. وعلى طريقة الأستاذ محمد كمال الذي تلقى مكالمة هاتفية فشرع يسجل الأسماء على ورقة أمامه. وكان من ضمن المجموعة أحد المرشحين الدائمين لدى تشكيل كل وزارة، مع أنه يعرف أن لا شيء فيه يجعله صاحب معالي.
وبعد أن انهى المرحوم محمد كمال مكالمته، قفز المستوزر الدائم ليقرأ القائمة قبل الجميع. وفي لحظة سقط بعد أن جال بعينيه على القائمة.. سقط على الأرض. وكان تنفسه ثقيلاً، وصار لون وجهه ليلكيا.. وبعد ان رشّ أحد الحاضرين بقايا كأس الماء على وجه صاحب المعالي، فرفع رأسه وقال: والله لقد رفضت رجاء دولة الرئيس.. يا أخي مالي ومال الوزارة.
ويبدو أن الأستاذ محمد كمال وضع اسمه أثناء المكالمة دون أن يكرّره كعادة النقل من المهاتفة وحين رأى صاحبنا اسمه الذهبي في القائمة، لم يعد قادراً على التنفس وسقط أرضاً. وكان عليه بعد «الاعتذار» لدولة الرئيس أن ينتظر.. التشكيل القادم.