بن علي إلى تونس في رمضان المقبل
أخبار البلد -
الحضور الطويل والقوي للرئيس السابق في ذاكرة التونسيين خلّف بلا شكّ رواسب في الكثير لا يمكن تجاوزها بسهولة ولا يمكن نسيانها في ظرف سنوات.
ساسي جبيل – إرم نيوز
أثارت لقطات دعائية من كاميرا خفية سوف تبثها قناة التاسعة التونسية الخاصة فيرمضانالقادم، موجة من التعليقات لدى التونسيين، حيث يظهر فيها رئيسهم السابقزين العابدين بن علي، كمحور رئيسي للكاميرا الخفية.
ويقوم البرنامج باستخدام تقنيةالسكايب، على أساس بن عليسيتحدث مع الضيف الحاضر، بصوتأحد المقلدين الشبان البارعين في هذا المضمار، والذي استطاع أن يتقن عبارات ونغمة صوت بن علي بكل دقة وحرفية، ما أدخل إرباكًا على الحاضرين، وجعلهم يختلفون في ردّات أفعالهم تجاه المفاجأة.
المحاورون الذين وقع استدراجهم للوقوع في فخّ هذه الكاميرا الخفية، من اتجاهاتفكرية مختلفة، ومن مدارس سياسية متعددة، ومن أحزاب وجمعيات عديدة أيضا، عُرف أغلبها بممارسة هواية المعارضة والغلوّ في نقد وانتقاد بن علي بعد الثورة، علما أن أغلبهم لم يكن له صوت مسموع ولو قليلا في زمن حكم بن علي.
الحضور الطويل والقوي للرئيس السابقفي ذاكرة التونسيين خلّف بلا شكّ رواسب في الكثير، لا يمكن تجاوزها بسهولة، ولا يمكن نسيانها في ظرف سنوات، والمفاجئ في هذه الكاميرا الخفية أنها جمعت طيفًا واسعًا من القيادات السياسية ومن رجال الإعلام والمثقفين وحتى من الصحفيين العاديين وبعض نشطاء حقوق الانسان والتيارات السياسية اليسارية التي عُرفت بمعاداتها لبن علي، على الأقل بعد سقوط نظامه.
يشار بأنالعديد من الأصوات تعلو بين الفينة والأخرى في تونس، ولا تتوانى ولا تخجل من المطالبة علنًا بعودة الرئيس السابق بن علي، بل فيهم من تجرأ على إحياء ذكرى مولده السنة الفارطة، وفيهم من أسّس جمعية علنية تطالب بعودته، ولم يعد مستهجنًا كما في السنوات الفارطة، أن نجد سياسيين في برامج تلفزية وإذاعية يطالبون بعودته، وآخرون لا يرون مانعًا في ذلك، كما طالب البعض ان يشمله أيضا مشروع المصالحة الوطنية كغيره من مواطني البلاد.