اسامههل قتلت القوات الأمريكية الشيخ أسامة بن لادن؟؟؟

 

 

 

مما لا شك فيه أنّ الشيخ أسامة بن لادن قد انتقل إلى الرفيق الأعلى ولم يعد على قيد الحياة، ويأتي هذا التأكيد من الخبر الذي زفّه أوباما إلى شعبه في الأمس، فليس معقولا أن يزف أوباما البشرى لشعبه دونما التأكد من أن الشيخ لن يخرج على المواقع الالكترونية ليكذّب الخبر، فأسامة بن لادن مات بالتأكيد.

قد نتفق مع بعض طروحات الشيخ أسامة يرحمه الله ونختلف مع الكثير الكثير منها ولكن القصة الأمريكية للنصر المزعوم في الأمس أثارت كثيرا من التساؤلات التي تحتاج إلى أجوبة لا يقدر عليها سوى تنظيم القاعدة وحده دون سواه، فهل حقا تمكن الأمريكان من قتل الشيخ في أبوت أباد في الأمس ومن خلال قوة عسكرية أمريكية وصفت بالقوة الصغيرة؟ قد تكون القصّة حقيقية وقد لا تكون، خصوصا وأننا اعتدنا على الكذب الأمريكي في حالة الشيخ أسامة وفي حالات مشابهة في العراق كحالة أبو عمر البغدادي وعزت الدوري، ما كانت لتذاع حتى يبان زيفها لأنّ المجني عليه المزعوم كان يخرج سريعا ببيان يكذّب فيه الرواية الأمريكية.

الرواية الأمريكية مثار شك كما أسلفت لدى العديد من الناس، وتنحصر بواعث الشك في الآتي:

1.    قالت الحكومة الأمريكية بأنّ الأوامر صدرت للقوة الصغيرة بقتل ابن لادن لا أسره: لماذا هذه الأوامر؟ ألم يكن الأجدر بالقوات الأمريكية أن تعتقله وتقوده ليظهر مقيدا بالسلاسل الأمريكية حبيسا في لقفص كأقفاص غوانتانامو؟ ألا يعتبر الشيخ كنزا لأوباما يضمن له رئاسة أخرى لو قبض عليه حيا؟.

2.    قالت الرواية الأمريكية بأنه تم إلقاء جثة الرجل في البحر: لماذا هذا التسرع في التخلص من الجثة؟ ألم يكن الأجدر عرض الجثة للشعب الأمريكي لتشفى بها صدور الثكالى الأمريكان؟. قالوا بأنه من الصعب إقناع أي دولة بقبول دفنه في أراضيها، فهل يودون إقناعنا بأنّ كائنا من كان يستطيع رفض أمر أمريكي بهذا الصدد لو صدر إليه؟، وهل تعجز القوات الأمريكية عن دفنه في مكان ما في الأراضي الأفغانية أو الباكستانية أو حتى في "إسرائيل" دون أن يعرف أحد مكان الدفن؟.

3.    قالت الرواية الأمريكية بأن الشيخ كان يقيم في قصر يبعد 89 مترا عن أكبر كلية عسكرية في الباكسان، وهو الأضخم في المنطقة العسكرية، وشيّد عام 2006 وبكلفة تزيد عن مليون دولار، في مجمع سكني يقطنه كبار الضباط الباكستانيين غير مزود بشبكة هاتف ولا انترنت ويحيط به سور عالٍ جدا فوقه أسلاك شائكة غير معروف ساكنيه: هل يمكن التصديق بهذا؟ أليس في الباكستان جهازا استخباراتيا لمعرفة الضيف الذي حلّ في المنطقة العسكرية؟. أيعقل أن يقطن الشيخ بينهم دون الحصول على موافقة أمنية أو أن يتستر الباكستانيون على وجوده؟.

4.    قالت الرواية الأمريكية بأنهم ومنذ شهر آب 2010 تأكدوا من أن ابن لادن يقطن القصر؟ أبعقل أن تنتظر أمريكا تسعة أشهر للانقضاض على الرجل واعتقاله أو قتله؟ ألم يخطر ببالهم أن الشيخ قد يغادر المكان من خلال نفق تحت الأرض على غرار نفق الهروب من سجن قندهار أو السجن الذي هرب منه معتقلي القاعدة في اليمن؟ كيف يتوانى الأمريكان في تنفيذ المهمة واقتناص الصيد الذي أعلنوه هدفا لحملتهم منذ عشر سنوات؟..

سمعنا الرواية الأمريكية ولم نقتنع بها ولكننا ننتظر بيان القاعدة ومن خلال مؤسسة السحاب – الجهاز الإعلامي لتنظيم القاعدة – لا سواه للإجابة على تساؤلاتنا، ومهما يكن الأمر فالأكيد الأكيد أنّ الشيخ أسامة بن لادن لم يعد حيا وربما منذ أمد بعيد لم يتأكد ذلك للأمريكان إلا منذ أيام مكنتهم من حبك خيوط مسرحيتهم. وسواء صدقت الرواية أم كانت كاذبة فالنتيجة تكشف لنا سوء الإدارة الأمريكية والموقف الحرج الذي تعيشه نارا ووبالا في أفغانستان. رحم الله الشيخ وجازاه بما يستحق.