فاطر السماوات والارض

من أسماء الله تعالى( الفاطر )
ورد اسمه تعالى ( الفاطر) في القرآن الكريم في ستة مواضع وفي ست سور،
وسميت إحدى هذه السور بسورة فاطر
والفاطر سبحانه وتعالى هو الذي فطر المفطورات وصور المصورات ابتدأ .
ليس قياسا على فاطر قبله وﻻ إتباعا لمصور سبقه .'،
،هل ترى في رتقه من فتق ؟
أو في علمه من خلق ؟
أو لذاته من ذات ؟
فكل مفطور تحت أسره وقبضته وكل مصور تحت قهره ورحمته، فالأمر أمره والتدبير تدبيره والصنع صنعه والتقدير تقديره ملأ السماوات والأرض عدله نوره ...
خلق الخلق لأنفسهم ﻻ ﻻحتياجه إليهم بل تنفيذا لأمره وإظهارا لقدرته. فهو الغني عن جميع خلقه وهم المحتاجون اليه المتضرعون لديه قال في محكم تنزيله (( قل اغير الله أتخذ وليا فاطر السموات والأرض وهو يطعم ولا يطعم ..)) من سورة الأنعام
وقد اشتملت سورة فاطر على إشارات واضحة تبن معنى اسمه الفاطر في الآيات الأولى منها وفي سياق الآيات

الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 1
مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 2
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ 3 ))(من سورة فاطر)
بدئت السورة الكريمة بالحمد وﻻ يستحق احد للحمد غير الله فقد يشكر اﻻنسان لكن الحمد ينفرد لله وحده ﻻنه ﻻ يتعلق بافعاله تعالى او أسمائه اوصفته ذم وﻻ مذموم وﻻ ينسب اليه سبحانه وتعالى ما ﻻ يليق به من المحكوم.
بالعدل واﻻحسان أمر وعن الفحشاء والمنكر والبغي نهى.
وكل أفعاله خير للعباد .
الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا ...وما فضل الله به الملائكة أو ما كلفهم به من مهمة الرسالة هو لحكمة اقتضاها وتكرما منه على ملائكته بهذ التشريف وقد يشرف من يشاء من خلقه وليس ذلك عجزا أو لحاجة كما تحتاج ملوك اﻻرض للجند كي يعنونهم تعالى الله فلم يكن شريك في الملك وﻻ ولي من الذل.دل على ذلك ما ختمت به الآية (( وهو على كل شيء قدير. )) وكذلك الآية الثانية ( ما يفتح الله للناس من رحمة ...) فكما تكرم الله على الملائكة كذلك يتكرم على الناس ، فان فتح الله على أحد من خلقه برحمة أو اصطفى من يشاء للرسالة فهي تكرما منه وفضلا ، والرحمة شاملة يدخل فيها الرسالة و الرزق والسكينة والطمأنينة والأمن و اﻻيمان.
((قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فل يفرحوا هو خير مما يجمعون )) لذلك سمي رمضان شهر الرحمة لما يحصل فيه من الخير الكثير ...وان امسك الله رحمته على أحد من خلقه فلا احد يستطيع أن يوصلها بدلا عن ألله لذلك جاء ضمير الغائب للمذكر ،
أي فلا مرسل له من بعده أي ﻻ أحد بعد الله أو من دون الله أن يوصل هذه الرحمة إليك فالله يستطيع أن يعطيك.وقلوب العباد كله بيده فهو بقضي على العباد وﻻ يقضون عليه ويملكهم وﻻ يملكونه ، وﻻ يستطيع أحد أن يمنع عنك هذا العطاء اﻻ بإرادته، وان منع عطائه عنك ﻻ أحدا يستطيع أن يوصله إليك .قال احد العارفين رحمه الله
كن مع الله ترى الكل معك
وأترك الكل وحاذر طمعك
فإذا أعطاك من يمنعه
ثم من يعطيك إذا ما منعك
يؤكد ذلك الآية التي تلتها
يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض ﻻ اله إلا هو فأنا تؤفكون .

ومن اﻻشارات العديدة التي اشتملت عليها سورة فاطر إشارات تبين وتوضح معان عديدة ﻻ سمه تعالى الفاطر ، من خلا تذكيرنا بأفعاله في الخلق والرزق والتدبير و اﻻمر والنهي من ذلك على سبيل المثال ما جاء من ذكر التنوع سواء في البر أو في البحر أو في المخلوقات او في الزمان كاختلاف الليل والنهار ،. يتضح ذلك في قوله تعالى (.ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانه وغرابيب سود ومن الناس و الدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء. ...))ومن ذلك قوله تعالى (( وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها....)


نسأل الله أن ينفعنا بالقرآن ويجعلنا ممن يتعلم منه