فوضى المعلومات

داعش يفجر في اليمن ويخوض معارك في العراق وحروبا في سورية، وامس فجر في معاقل النظام وسط جبلة العلوية وطرطوس الساحلية، والدواعش في لبنان وليبيا ومصر والجزائر وتونس والسعودية ونيجيريا، وايضا في فرنسا وبريطانيا وتركيا والدول الاسكندنافية ولن يكون غريبا ان اعلن عن وجود لهم في امريكا او الدول اللاتينية، وحيثما حلت كارثة يطلون برؤوسهم للقول انهم يقفون خلفها وليس معلوما بعد سبب تخليهم عن تبني حادثة الطائرة المصرية، ولم ليس لهم وجود في دولة الكيان الاسرائيلي.
الغارات الامريكية تنال ممن تشاء من قيادات المناوئين لها، وامس نالت من زعيم حركة طالبان الافغانية الملا منصور، وقبله العديد من تنظيم القاعدة، ونالت من اسامة بن لادن بعملية في باكستان، ومن قبل بزمن اطول نالت من جيفارا؛ كونها لا تفرق بين يمين ويسار وتصنف الجميع كأعداء لأمريكا، غير أنها من يجّير اعمالهم لصالحها وهذا ما ينطبق على داعش تماما، ثم انها تحول النتائج في كل مرة لخدمة اليهود وكيانهم الاسرائيلي. ولو ان واشنطن تريد لنالت من البغدادي ايضا غير انها تتركه حرا، ثم ما هي اخبار ايمن الظواهري؟
انتشار داعش على كل تلك المساحات لا يمكن ان يكون داعشيا، وانما من يقف خلفه ويغذيه ويتحكم به، ويمكن التصديق بوجود صلات بين الذين في سورية والعراق، لكن كيف امكن الولاء للبغدادي من قبل الذين في افريقيا، او ممن هم على مسافات ابعد، سوى ان يكون الامر برمته خدعة وكذبة يفرض تصديقها عنوة على الناس ليستمروا مطواعين.
كل ما يجري يحاكي حرب عالمية ثالثة بين الدول العظمى تدور في منطقة الشرق الاوسط، ويبدو ان لكل طرف دواعشه التابعين له، وهي لن تنتهي الا بهزيمتهم عندما يتقرر ذلك وبعد الاتفاق على توزيع المغانم.
وربما سيتكرر سيناريو توقيع امبراطور اليابان على وثيقة الاستسلام، ونجد الخليفة البغدادي في مكانه يوقع باسم كل المسلمين.