الزعيم المناضل مصطفى المجدلاوي .. (عندما يترجل الفارس)

اخبار البلد : حسن صفيرة


عندما يرحل الكبار، تبدأ نكهة الحياة بالانحسار، وهم اولئك الذين صنعوا طعما للحياة بأخلاقهم وحكمتهم وطباعهم، وقبلا كانوا وأصروا على أن الانسان بمواقفه ورجولته ، وأن الرجل موقف. هكذا كان يقول الكبير الراحل المرحوم بإذنه تعالى الحاج مصطفى المجدلاوي "ابو محمد"، الذي عٌرف عنه حبه للآخر اسرته الصغيرة اهل بيته، أصدقائه، معارفه وهم على امتداد رقعة الزرقاء الشاسعة بكل نواحيها ومناطقها وأحيائها. الزرقاء التي رسخت في قلبه ووجدانه واشتغل لها كابن بار ، لا يفرق بين شخص واخر، وكل ابناء الزرقاء هم ابناءه ، لتجده متواجدا في مناسباتهم الشخصية، كبيرا بينهم، مساندا وداعما لهم. هكذا يتذكره الزرقاويون، وهكذت سيظل حاضرا بينهم، أبا كبيرا، وشيخا حكيما، ومختارا اختارته قلوبهم لمقدار محبته بداخلهم، تلك المحبة التي صنعهاا على مدار سنوات حياته، وهو الذي آمن بأن الأسرة الواحدة ليس بمحيط بيت الشخص، وإنما حيث يعيش ويتعامل ، ويكون نصيرا وسندا لأخاه وجاره واصدقائه واقربائه، وكل من عاش تحت سماء الزرقاء التي طالما اخرجت رجالات الوطن مفخرة لنا عز واباء. في المحيط الشبابي، عرفته الجماهير الشبابية الكروية وهو يقف بينهم معلما وناصحا وناشطا وداعيا للتفاعل والانخراط بالحياة الرياضية والاجتماعية والثقافية، وقد رأس مجلس ادارة اهم اندية الزرقاء وأعرقها، رئيس نادي العودة الذي يعد اهم صروح الزرقاء الرياضية والاجتماعية. ولأنه الانسان الباني والخادم لأخيه الانسان، اهتم بالشأن البلدي والخدماتي، وكان ان شارك في عضو مجلس بلدي الزرقاء، ليس بحثا عن منصب او واجهة، بل لبحثه المستمر رحمه الله عن سبل خدمة وعون اخوته وابناءه في مدينة الزرقاء، فكثير من الزرقاويين يتذكرونه كالجبل الشامه في دار البلدية عندكا كان بمجلس عضويتها يتفقد احتياجاتهم، ويمد لهم يد العون والمساندة بفرح وحب. الكبير الراحل المرحوم بإذنه تعالى الحاج مصطفى المجدلاوي "ابو محمد"، مؤسس العديد من الجمعيات الخيرية التي كان يرى فيها قنوات مباشرة لإعانة المحتاج وغوث الملهوف، مؤمنا بأن الانسان وجد لخدمة وعون اخيه الانسان، فكم من الاسر العفيفة كان لها نصيب من يده البيضاء وروحه النقية. أسس المرحوم الحاج المجدلاوي جمعية زاد الخيروكان رئيسها الفخري لأنه طالما أثبت انه اب للزرقاويين واقرب الناس لهم واكثر معرفة لاحتياجاتهم. في الاوساط المحسوبة على المكون الفسطيني وتحديا في المخيمات، كان لوقع اسمه مبعث فرح، وهو الذي تواجد بينهم ولم ينقطع عنهم، تواصل بالخير والبناء والعون وكان دائما وابدا مرجعية تٌحترم وعلامة بارزة في محيط وجهاء وكبار مدينة الزرقاء. الكبير الراحل المرحوم بإذنه تعالى الحاج مصطفى المجدلاوي "ابو محمد"ـ لا يكاد احدا في الزرقاء لا يعرفه، وهو صاحب الجولات والصولات في المبادرة والعمل الشعبي، وكان حضوره في اصلاح ذات البين كفيلا بفرض روح التسامح بين اطراف اي قضية او مشكلة، وكيف لا وهو كان كبيرهم ونصيرهم حكيما أصيلا لا يبتغي الا ارضاء وجه الله. الكبير الراحل المرحوم بإذنه تعالى الحاج مصطفى المجدلاوي "ابو محمد"، عرفته التجمعات الفلسطينية على ارض فلسطين وخارجها، عرفته القرى والبوادي، احترمته العشائر وشيوخها، وظل وفيا لوطنه ولمشروعه الوطني القائل بأن فلسطين للاردنيين وان الاردن ابدا ما كان الوطن البديل لانه الرئة الاولى لمئل القلب والروح ولمهبط الديانات والانبياء فلسطين. الكبير الراحل المرحوم بإذنه تعالى الحاج مصطفى المجدلاوي "ابو محمد"، الذي عارك العمل الاجتماعي العام لنحو نصف قرن، اب لرجالات يفتخر بهم الوطن، منهم مهندسون واطباء، هم مفخرة للوطن وخير خلف لخير سلف، وسيظل حاضرا بهم .. لنا ولهم.
 

ابكيك ويبكيك من عرفك وتبكيك الارض وسجادة الصلاة ومآذن المساجد والأرامل والأيتام وجدران العودة وأول الطريق وآخره ولا نملك جميعا الا ان نقول "الى جنات الخلد" ايها الرفيق المناضل والصديق الصدوق والأخ الكبير والوالد الحنون وعزائنا في شمعات متقدة خلفك لتكمل المشوار بسيرتك وانفاسك ورائحة عطرك وطيفك الذي سيبقى يرفرف في كل مكان وعهدآ اننا لن ننساك وستبقى الملهم والاستاذ الذي علمنا الابجديات الحقيقية لمعنى الحياة.