دسترة فك الارتباط خدمة للقضية الفلسطينية ...

ان قرار فك الارتباط  لم يكن رغبة اردنية، وأنما جاء نتاج لضغوط عديدة ومكثفة من منظمة التحرير والفصائل والنخب الفلسطينية عبر الجامعة العربية والمحافل الدولية، لتصبح منظمة التحرير الممثل الوحيد والشرعي للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينة ، مما اضطر الملك الحسين رحمه الله  للاستجابة لهذا المطلب في القمة العربية التي انعقدت في الرباط ، وأتخذت وقتها قرارا عربيا لتصبح منظمة التحرير هي الممثل الوحيد والشرعي للشعب الفلسطيني، وبعدها اصدر جلالتة قرارا بفك الارتباط بين الضفتين، ليتسنى للأخوة في المنظمة ترتيب بيتهم الداخلي حسب قرار القمة، ومنذ تلك اللحظة اصبحت منظمة التحرير رسميا وباعتراف عربي الممثل الوحيد والشرعي للفلسطينيين، وما كان على الاردن سوى أن يكون داعما ومؤيدا لهذا التمثيل، للوصول الى دولة فلسطينيه مستقلة قابلة للحياة، يتمتع شعبها بدولته على تراب فلسطين، وبعودة كافة ابناءها في الشتات الى دولتهم المنشوده، وتدفع باتجاه دعم قرارات الامم المتحده في قيام الدولة الفلسطينيه وحق العوده .  

وبعد مضي كل تلك السنين على القرار، تتعالى بعض الأصوات لتطالب بإلغاءه، ولكن من المفارقه المثيرة للجدل أن المنادين والداعيين إلى اللغاء قرار فك الارتباط اليوم، هم ذاتهم من هلل لتصبح منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني وهم من كانوا من اسباب صدور هذا القرار، وهنا يتبادر إلى الذهن السؤال التالي، ما الذي تغير لمقاومة تطبيق القرار؟ وهل تراجعوا عن مطلبهم قيام دولة فلسطينية وعادوا ليعتبروا  فلسطين ارض اردنية محتلة وعلى الاردن تحريرها ؟ .

لكن المنادين بعدم دستورية فك الارتباط اليوم، يرفضون دسترتة أو قوننتة ولا ينادون بالعودة الى وحدة الضفتين، اليس هذا مستغربا !!! فما هو المطلوب أذًاً ؟؟؟  .

مرة أخرى نعود  للتساؤل حول  توجهات وأهداف الاصوات المطالبة بإلغاء قرار فك الارتباط ، هل المطلوب فقط  استمرار مكاسب الارتباط داخل الأردن فقط لا غير والمطالبة بالتجنيس والمحاصصة وبالمقابل التنازل عن قيام الدولة الفلسطينية وعن حق العودة ؟ .

لربما ان الكثير منا لم يكن  مقتنعا بيوم من الايام صدور قراراٌ مثل هذا القرار وحتى الملك حسين نفسة طيب الله ثراه، ولكن وبعد الاعتراف الدولي بمنظمة التحرير الممثل الوحيد والشرعي  للشعب الفلسطيني، ما كان على الاردن الا أن تبارك القرار كونة رغبة فلسطينية وتهيئ ليكون ذا اثر ايجابي في دعم القضية لقيام الدولة الفلسطينية على ترابها .

 كل تلك الاسباب مجتمعة جعلت الاردن يتخذ موقفا مؤيدا لهذا القرار وداعمه  للأخوة  في منظمة التحرير في كل المحافل الدولية مثل مؤتمر مدريد وغيره من المؤتمرات وفي المفاوضات مع اسرائيل، وتجسد ذلك في توقيع الاردن اتفاقية وادي عربة مع اسرائيل .

وبناء عليه فإن المتمعن في الاحداث يستشف ببساطة بأن رفض دسترة أو قوننة فك الارتباط ما هو إلا هدف اسرائيلي ولن يكون لصالح فلسطين، ولا يعني إلا شطب الأساس القانوني لقيام السلطة الفلسطينية وبالتالي الدولة الفلسطينية ، ونعرف جميعا أن الاردن الآن لا يملك وحده التراحع عن قرار فك الارتباط  أو اللغاءه، بل اصبح  يعني كل فرد في المجتمع الفلسطيني والسلطة والمنظمات الفلسطينية وجامعة الدول العربية والمجتمع الدولي .

وأخيرا وليس اخرا ستبقى القضية الفلسطينية هي القضية المركزية والمحورية  للاردن والاردنيين، وسيبقوا الداعميين حتى تحرير ارضها وقيام دولته المنشودة على تراب فلسطين، وتطبيق قرار الامم المتحدة  بحق العودة لكل اخواننا في الشتات، ونؤمن بأن معركتنا الحقيقية هي مع الاحتلال في أن يبقى هناك شعب فلسطيني يحمل هويته ولا يستبدلها بأي هويه أخرى أو بحقوق ومكتسبات على أي أرض، ولهذا كان أصرار الاحتلال دائما على تعريف الفلسطيني بأنه ابن الضفه وابن قطاع غزة فقط، وأن من هم في الشتات ليسوا جزءا من الشعب الفلسطيني وليس لهم أي حقوق،  لذلك كانت فكرة أن منظمة التحرير تمثل جميع الفلسطينيين في الداخل والخارج لتصعيد معاركهم لنيل حقوقهم وأهمها حق العودة .

النصدر والفلاح للشعب فلسطيني الشقيق في نيل لدولتة المستقلة على ترابه المحتل ......