شذرات...
كثيرون ممن يتشدقون بحب الوطن والعمل على خدمته وبنائه والحرص على إعلاء شائنه وهم أبعد مايكونون عنه.
تسقط جميع الأقنعة وتتبدل الوجوه عندما تبزغ في الفجربارقة للنهب والسرقة من مقدرات الوطن ، فالشعارات البراقة تتطاير كما أوراق الخريف في مهب الريح.
كثيرون ممن يتبجحون بالخوف على الوطن والحرص على مصلحته ومقدراته هم اكبر وألد أعداء الوطن .
أكبر عدو للوطن هو من يكثر من الكلام من أنه هو الحريص عليه ، وأنه هو من يحرس ترابه وحامي الحمى لترابه الطهور.
كل مسؤول يكثر من الأقوال لا الأفعال حين توليه المنصب هو أكبر فاشل يمثل المنصب الذي حل فيه.
لم أجد أصدق ممن يسبق فعله قوله ، وقد يكون هذا من سابع المستحيلات في بلد وجد السرقة والنهب والسلب والأحتيال بطولة وفهلوة وشطارة.
عندما تجلس أمام التلفاز وتشاهد من يتحدث عن إنجازاته في منصبه الذي هو فيه تعتقد بأنك أمام المارد الذي خرج من المصباح ليلبي الرغبات والأحلام المستحيلة.
يحز في النفس أن يكون ابناء الوطن الواحد يعاملون بحسب ميولهم وولائاتهم وإنتمائتهم ، لا بحسب مواطنتهم الواحدة.
نستنكر على الغرب أنهم كفار وعنصريون، وأنهم لا يعرفون الله ، في حين تجدهم يطبقون القانون على الجميع بغض النظر عمن هو الشخص الذي أمام القانون .
كثيرا ما يحاول المسؤول عكس الواقع والحقيقة ليبين أنه هو المنقذ والمصلح ، وأنه هو من أضاء دامس الظلاام ببصيرته الثاقبة.
حين يكون الوطن حقيقبة سفر ورصيد وجواز دبلوماسي وحصانة وإزدواجية جنسية،لا اعتقد من أن الكثيرين من هولاء النفر، من أنهم لن يتورعوا من حزم حقائب السفر والمغادرة دون أسف على ما ضيعوا وصنعوا بل وأساءوا ،إذا ما أحسوا بالمسألة.
وأنت ايها الوطن المتسربل برداء الأمل، بعطاء الخير رغم القلة والفاقة ، ستبقى الملاذ الأمن لمن تاه في ظلمات الأيام وخرج في عتمة الليل راكضا خلف الراحة والطمأنينة ، وستبقى يا وطني بيرقا وضاءا ، وإن حاول المفسدون طمس الحقيقة بكذبهم بزورهم ببهتانهم ، ستبقى شوكة في حلقوهم ، فلك يا وطنا طاول الشمس فخارا، وناهز المجد وفاءا، وقارب البعد وزاد من رغبة المشتاق والمغترب إقترابا، لك محبة خالصة من قلب أدامه رحيل وإغتراب.