مليون أردني يموتون بصمت !!

الخبر الأردني الذي يقول بأنه ومن أصل 6ونص مليون نسمة، ثمة مليون اردني مصابون بارتفاع ضغط الدم هو خبر صحي، أعني يعبر عن حالة صحية سليمة نسبيا، حين نعلم أن فقط سدس الشعب يرتفع ضغط دمه، علما أن الخبر يقول بأن أغلب هؤلاء لا يعلمون بأنهم مصابون بهذا المرض، الذي يسمى أيضا بمرض الموت الصامت..
ترى ما أسباب اشتعال الرؤوس بالأفكار وبالغضب، وما هو سبب الغضب؟ وليش الزعل يا خاله ؟!.
أنا شخصيا قد أكون واحدا من المليون الذين يتحدث عنهم الخبر، حيث يوجد لدي أكثر من عامل يرفع ضغط دمي، ويجعلني أتوقف عن متابعة الشأن العام والخاص، وألوذ إلى الصمت بشكل اختياري:
حين أسير في الشارع على الأقدام، يرتفع ضغط دمي، او هكذا أشعر، فثمة شوارع لا تصلح للسير، علما أن الخبر عن المليون صدر عن مسؤولة في المجال الصحي حسب اعتقادي (أمينة سر الجمعية الأردنية لتصلب الشرايين الطبيبة ايمان الجانبي)، وذلك أثناء فعالية نظمتها الجمعية تتعلق برياضة المشي، وشارك فيها «الختيار الشاب» أمين عمان، ومجموعة «المشي السريع»، وتم الاعلان خلالها عن افتتاح قريب «حزيران الجاي» لرصيف خاص بالمشي بطول 3 كلم على كوريدور عبدون..يوجد في القصة أكثر من عامل يرفع ضغط الدم والله..
كم يبلغ ثمن الخطوة على هذا الطريق، وكم سيرتفع ضغط دم «الماشي» هناك، والقادم من مناطق لا تحظى باهتمام؟
يعني: لو جاء شخص من الزرقاء مثلا وقرر أن يمارس رياضة المشي هناك كم سيدفع؟ أعني مواصلات أو ثمن بنزين، وكم ستدفع عمان وشوارعها حين تزداد أعداد السيارات واحدة، جاءت كي يمارس سائقها رياضة المشي، لأنه رياضي ولا يريد التعرض لارتفاع ضغط الدم؟ .. يوجد أكثر من سؤال يرفع ضغط دم الذي يريد أن يمارس الرياضة في المدينة الكبيرة، من بينها الخبر نفسه وهذه المقالة بلا شك، لا أنكر، ولله در الحقد ما أعدله.. علما أن الحقد قد يكون اسم آخر لمرض ارتفاع ضغط الدم..
وحين تسير في السيارة على الشوارع يرتفع ضغط دمك، بل قد تتعرض السوائل جميعا في جسمك لتغييرات كيميائية وفيزيائية قسرية، سببها ركوبك موج من اسفلت وتراب ووحل، ووهج منبعث من ماتورات سيارات تتزاحم «بلؤم» على حيازة متر إضافي من الطريق، ثم تجد نفسك محاصرا بسيارة تقودها سيدة لا تحسن القيادة ولا التصرف، ولا تتقن فن «التعرف ع السواقين المحترفين».. المشهد يرفع ضغط الدم ويزيد منسوب الهمّ، للدرجة التي تدفعني أن أحجم عن بعض المواعيد والمشاوير، واللجوء إلى الأقدام أو التاكسي..فجدران شراييني وأوردتي ليست عديمة الأهمية، «مش لعبة يعني» كي أعرضها لكل هذا الجريان الحار من دمي، أعني «إكسب صحتك أحسنلك».
وإذا رأيت ثم رأيت ستجده؛ أعني ( سيأتيك بالأخبار «النضالوية» من لم تزود)..
دعونا نعترف بأن كل شيء تقريبا أصبح من عوامل رفع ضغط الدم، ونحتاج لشرايين جديدة لهذه المدينة، التي هي على موعد مع صيف لاهب، بالزوار وبارتفاع الأسعار وإملاءات السياسيين والاستعراضيين والتجار..
يقول الخبر بأن عدد الأردنيين المصابين بارتفاع ضغط الدم سيصبح مليون ونصف عام 2020، معلومة أخرى تدفعني للتساؤل أكثر عن مصير بلادي وناسها.
وأنا في كل ناد ..هاتفٌ؛ باسم بلادي.
يا بلادي.
ibqaisi@gmail.com