انتحروا سوا سوا شباب..

آخر الصرعات؛ حديث الانتحار الجماعي، الذي يعلن عنه «أبطال» ثم يتناوله «جهابذة النضال»، فيسري الحديث «زحفا» حتى ينحدر إلى أدنى مستوى..
شو ع بال الشباب ؟! ..هل يريدون الانتحار سوا سوا ؟.. لا أدعوكم اليه حتى وإن كنتم «شوية» عابثين، لكنني أتمنى لو تفعلون بلا إعلان، انتحروا ياخي ولا عليكم، سوف نقوم باستعادة الأندلس بسبب انتحاركم اللامؤسف، ولن نصمت أبدا، سندعو غيركم ليفعلوها بأنفسهم، لعلنا نريح البلاد من «الدلع» والاتجار بإنسانه وبقيمه الرفيعة..
يقولون بأنهم يريدون أعمالا ولا يجدونها، هذا يريد أن يصبح وزيرا وذاك مديرا، ولو بحثنا عن بعض شهاداتهم – ان وجد لديهم شهادات - لوجدناها لا تساوي الحبر الذي كتبت به، ومع هذا فهم يريدون أن يصبح الأردن دولة نفطية، يريدون ذلك الآن وإلا سوف ينتحرون جماعيا ..انتحروا يا سيدي فالنفط سوف يخجل ويخرج من باطن الأرض والأزمنة ليقدم التعازي الحارة، ثم يعم الخير على الدنيا.. بس انتحروا وما عليكو.
أنا أعرف بلدان عربية شقيقة انتحرت «جماعيا»، فقام مواطنوها بنبش عشهم بأيديهم وأيدي المتاجرين بكل شيء، فمات منهم مئات الآلاف، وتشرد ملايين، وأصبحت بلدانهم محض مذبح وميدان معركة للعصابات والارهاب وغرزة في سوق المخدرات، وقد كانت دوافعهم «مكذوبة» مغلوطة مفبركة.. محض فيلم سينمائي هابط مكشوف، لكن «العجلة دارت» فدار بهم الزمان وبأوطانهم، وهم الآن على قارعة الحدود، تارة تدوسهم بساطير شرطة الغرب، وتارة يستخدمهم تجار الشرق كبغال لكل الحمولات القذرة.. هم الملهم الأول لشباب الاستعراض والرقص على كفاح وجراح الأوطان..
قبل فترة وجيزة وصلني فيديو لشاب، يتحدث إلى الذي يصوره، والذي قال له : شو مالك يا «فلين»، ليش زعلان، وكان المدعو « فلين « يحمل قارورة بنزين، ويتبختر في ساحة وزارة التنمية بين البوابة الخارجية ومدخل العمارة التي تقع فيها الوزارة، ويجيب: الوزارة كلبة، ما بدها تقابل، لو كنا بنت كان قابلتنا الوزارة كلبة.. ثم تدخل شرطي وقال له ابتعد ببنزينك عن الناس والبوابة، فأجابه « فلين « انا محترمك ومش عامل اشي ..الخ، فأجابه الحارس: اطلع برا هناك وبدك تحرق حالك احرق حالك بس ابعد عن الناس، وما كان من الشب الا ان سكب البنزين على نفسه، وأشعل قداحة، وبسرعة اشتعال البنزين ركض إلى بوابة عمارة الوزارة، وانتهى الفيديو على صوت المصور: تفضل يالله ..احرق حالك ..احرق حالك . تفضل، وركض الشرطي يلاحق كتلة النار الراكضة باتجاه بوابة الوزارة.. وذهب المحترق نسيا منسيا كما شاهدت بل كما أتمنى، ففعل كهذا هو فعل منحرف، ويجافي المنطق والوعي وقيم كل الشرائع، ولا يرتقي إلى درجة التعبير الانساني عن القضايا والمعاناة ..
شو علاقتنا يعني؟! وماذا يمكن أن نفعل لشخص مهجوس بأنه ضحية لكل الدنيا، وينسى بأنه لم ولا ولن يفعل شيئا سوى ان يردد خطابا لابتزاز الدول والحكومات (والله بحرق حالي)! (والله غير انتحر)!.. عفية النشمي.
هذا الكلام أوجهه لجحافل الزاعمين الراغبين بالانتحار جماعيا: ارجو أن تقوموا بتنظيم الفعالية بشكل حضاري، وتختاروا مكانا وتوقيتا وتأثيثا بصريا وموسيقيا يحاكي الحدث، وانتحروا بأكثر الطرق استعراضية و»آكشن»، لعلنا نفوز برقم ما في موسوعة جينيس في موضوع الاستعراضات الغبية الحية..
استعينوا بأفكار المتباكين على نواياكم وإعلاناتكم، وبخبرات وسائل الاعلام الصفراء والملونة، التي تواكب استعراضاتكم البهلوانية بأخبار عن حجم البطالة ومقدار ال»شيخة» وأرقام ال»استعلاء» وارتفاع منسوب الكذب والابتزاز..
اجعلوا انتحاركم حدثا لا ينسى.. علما بأن أكثر ما تستحقون جراء هكذا «تهليس» هو أن ننساكم وننسى موضوعكم .
هذه إثارة صبيانية رخيصة، ينهمك في خطابها مفلسون، بنوا ثقافتهم السوداء على استهداف هذا الوطن وإشعاله، حتى تتبخر كل حكمة وقيمة أردنية طيبة..
انتحروا سوا سوا شباب..
- See more at: http://www.addustour.com/17950/%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%88%D8%A7+%D8%B3%D9%88%D8%A7+%D8%B3%D9%88%D8%A7+%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8...html#sthash.9Rrm1ITC.dpuf