نقابة الصحفيين.. ماذا بعد فتوى ديوان التشريع؟

اخبار البلد-


محمد سويدان

فتوى ديوان الرأي والتشريع، بأن مجلس نقابة الصحفيين غير منحل بعد رفض الهيئة العامة لنقابة الصحفيين التقرير الإداري، حسم جدلا في الوسط الصحفي، وأراح مجلس النقابة، بأنه يستطيع أن يكمل عمله، بعد أن توقف هذا العمل بانتظار الفتوى.
وأعتقد، أن القضية في الأساس، ليست بشرعية المجلس من عدمه بعد أن رفضت الهيئة العامة، ولأول مرة بتاريخ النقابة تقريرا عن أعمال المجلس عرض عليها لمناقشته والمصادقة عليه. وإنما القضية الأساسية لماذا رفضت الهيئة العامة التقرير؟ وماذا يعني ذلك؟
المجلس، وبحسب التصريحات التي تلت اجتماع الهيئة العامة، حاول تبرير ذلك، بخلافات حول قضايا معينة، منها الإصلاح الداخلي في النقابة، وخصوصا القرار المتعلق بفصل عضوية مجلس النقابة عن مدير النقابة. ولكن، اعتبار هذا الأمر هو السبب وراء رفض الهيئة العامة للتقرير الإداري، وترك اسباب اخرى اكثر اهمية، يعني أن المجلس لن يتمكن فيما تبقى له من ولاية، من انجاز الكثير من الأعمال المهمة والمتعلقة بقضايا حيوية للصحفيين. إن رفض التقرير الإداري، يجب أن يدق ناقوس الخطر، بشأن عمل المجلس وكل القرارات التي اتخذها، او التي ينوي أن يتخذها. عليه أن ينظر بعمق لما تريده الهيئة العامة، وايضا، عليه أن يكون جذريا بشأن القضايا الحيوية مثل معاناة الصحفيين في بعض الصحف الورقية، وانخفاض المستوى المعيشي للصحفيين بشكل عام، وقلة فرص العمل، وغيرها. بالاضافة طبعا، إلى القضايا العامة المتعلقة بحريات الصحافة والإعلام، وغيرها. كما، أن هناك قضايا داخلية، يجب على المجلس التعامل معها، ونقصد بذلك، ارتفاع إنفاق النقابة على صناديقها، وبالتحديد صندوق التأمين الصحي، الذي دفعت النقابة له السنة الماضية، بحسب تقريرها المالي، 176 ألفا و334 دينارا، تحت باب تبرع المجلس للصندوق، ويعني ذلك، أن النقابة غطت العجز المالي للصندوق بهذا المبلغ الذي من المتوقع أن يرتفع السنة الحالية إلى 180 الف دينار، بحسب ايضا التقرير المالي للنقابة.
ومن القضايا المهمة، المبالغ التي تدفعها النقابة لصندوق التعاون والضمان الاجتماعي والتي بلغت السنة الماضية 30 الف دينار. السؤال هنا، إلى متى تتحمل النقابة دفع هذه المبالغ التي من المتوقع أن تزداد سنويا، وسط انخفاض الإيرادات النقابية؟ ومن القضايا التي يجب أن يحسمها مجلس النقابة، رغبة الكثيرين من اعضاء النقابة في وقف صندوق التقاعد، او جعله اختياريا، لاسيما أن الكثيرين يعتقدون، أنه لن يكون مثمرا، وانه سيتحول إلى عبء عليهم وعلى النقابة.
اعتقد ان المجلس مطالب بالكثير والكثير، وعليه القيام بعمل جيد يسبق انتخابات النقابة التي بدأ البعض يستعد لها منذ الان.