تجوع يا سمك

النكبة ذكرى تهل كلما حل ايار والنكسة كلما طل حزيران وتكشف ان تشرين اكتوبر كذبة، فلا سيناء مصرية تماما ولا الجولان تحرر وبقيت القنيطرة طوال الوقت اطلالا. ومن نكبة الى نكسة يستمر الكذب والناس على سجيتهم ويصدقون انهم عائدون، ومفاتيحهم معلقة يتوارثونها جيلا فجيلا وحسب، وها هي الضفة الغربية بحال يهودي تماما وليست رام الله الا محطة اخيرة في تاريخ الهزيمة والعار والا كيف تقف على مرمى حجر من القدس وتستمر متفرجة بالمعنيين بدلالة مذكرات ليفني.
ما اخذ بالقوى لا يسترد الا بالقوة، واستمرت حروب الكلام وظن القوم بلا صلح ولا مفاوضات ولا استسلام بنصر قريب وتكشف سريعا ان الغنيمة اقل من الاياب وخسارة الابل مرت حتى بدون شتائم. وبدلا من اي صحوة توالت الكبوات وقد تحقق نصر في ايلول ثم انجزت الثورة جمهورية الفكهاني وما زالت بيروت تداوي جراحها ولا تشفى ابدا، وكل مخيماتها محل قلق وليس من طائفة تريد بقائها والكل يدعو من فيها للمغادرة، وعن شقيقاتها في سورية حدث ولا حرج وهي تباد رويدا رويدا وهذه مهمة داعشية بامتياز فأين فلسطين التي لا يجري الحديث عنها الا بغية اخراجها من القاموس.
والذكرى نفسها بذات الموعد تكون عيدا للاستقلال، وها هم اليهود يعدون العدة وقد استعدوا لإطلاق العابهم النارية لحرق غزة مجددا، وسفارات العدو وجهت الدعوات لحفلات الاستقبال وسيكون اكثرها اثارة في الرابية وذاك الذي في كل عمارات مصر حسب فيلم عادل امام. واذ يتحدث مشعل في المناسبة رابطا الضفة بغزة، فإن عباس يتجاهلها، ولم يعد غريبا تجاهل حيفا وكأن فلسطين ما عادت من النهر الى البحر رغم انها كذلك اسرائيليا ويهوديا ايضا.
والقصة تفهم اكثر من اسماء واسماء مقابلها، وهي اولا بن غوريون، شامير، غولدا مائير، دايان ، بيغن ، رابين ، بيريز ، باراك ، نتنياهو وغيرهم ممن هم مثلهم، وكذلك كل الذين سقطوا امامهم، والكارثة ان هناك من يصر على انهم رموز رغم ان عرفات صدق بغزة اريحا اولا وها هي الاولى تباد والثانية مشروع لصالات القمار بديلارات من على جانبي النهر.