رب ضارة نافعة

عند سماع هذا المثل الشهير يتبادر للذهن الآية الكريمة:  ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم)  فكم انطبق مضمون هذه الحكمة الإلهية علينا كأفراد وعلى غيرنا ممن نعرفهم وعلى الجماعات وحتى على البلدان والأمم  وانقلب ما  بدا لها انه شر في  بادئ الأمر إلى خير ونعمة عظيمة معدة لهم في الغيب لم تكن في الحسبان لا يعلمها إلا الله.

 تابعنا كأمة أسلامية يناهز تعدادها المليار ونصف في صيف العام الماضي حدثا جللا يمس عقيدتنا ومشاعرنا في الصميم يتمثل بتهديدات قس أمريكي بحرق نسخ من القران الكريم بذكرى 11 سبتمبر ولكنه تراجع بفعل التنديد من جهات إسلامية وغير إسلامية وعلى رأسها رئيس الولايات المتحدة نفسه لما قد يجره مثل هذا الفعل الشائن من عواقب لا يحمد عقباها ولأسباب أخرى  ولكن لم ينقضي بضعة أشهر إلا أن عاد للتهديد بذلك من جديد وقام هذه المرة بتنفيذ ما صرح به بالفعل وحرق نسخة من المصحف الشريف في مقر كنيسته بفلوريدا في آذار الفائت على مرأى من وسائل الإعلام.  

ونحن كأمة إسلامية إذ ليس بيدنا وسيلة لكف يده عن القيام بذلك  في عقر داره وحكومته ذاتها  لم تتخذ أي إجراء لردعه عن هذا العمل المستفز واكتفت بشجب وإدانات وتحذيرات لم تسمن ولا أغنت من جوع   فإننا ندعو الله سبحانه وتعالى أن ينطبق على فعلته الشائنة هذه ما ورد في الآية الكريمة لصالح قراننا العظيم وان يكون هذا القسيس  مسيّرا فيما قام به من حيث لم  يدري لخدمة كتاب الله  بأن يتحول  ما ينشده من شهرة وما يود تفريغه من حقد وغل في صدره تجاه هذا الدين وبالا عليه وان يبدل الله  قصده من اهانة  لكتابه  إلى مزيد من الرفعة والعزة لهذا الكتاب الكريم  بإقبال المزيد من غير المسلمين على التعرف عليه وقراءته وان يشرح الله صدور الكثير منهم للإسلام. 

 

عاهد علي الخطيب

محاضر- جامعة الملك سعود