النكبة مستمرة والأمل بالعودة ما زال فانوسه مشتعلاً

النكبة الفلسطينية حصلت بفعل قرار دولي ظالم صدر عن هيئة دولية تدعي زيفاً حرصها على السلم والأمن الدوليين وحفظ حقوق الإنسان في شتى بقاع الأرض فأصبح الإنسان الذي يحق له العيش في عرفها هم من ظلمتهم ممالك أوروبا من اليهود بما يطلقون عليه المذبحة وأنا هنا لست بوارد الحديث عنها لأنها إن كانت قد حصلت فعلاً كما يدعون فإننا لسنا المسؤولين عنها حتى يدفع العرب والفلسطينيون ثمن أفعال غيرهم من الأوروبيين لتقديم أرض عربية هدية ممن لا يملكون الحق بها لمن لا يستحقون العيش فيها .
القرار الدولي السيئ الصيت نص على تقسيم الأرض الفلسطينية بين العرب الفلسطينيين والمهاجرين اليهود نفذ منه فقط ما يخص من لا حق لهم بالعيش في الأرض الفلسطينية وقد ترتب على هذا القرار صراع اشتد لهيبه بين الفلسطينيين أصحاب الأرض ورعاع المغتصبين من المهاجرين الصهاينة ، حاول العرب الحيلولة دون تنفيذ القرار لكن ضعف إمكانياتهم الاقتصادية والعسكرية وحتى بنيتهم التحتية آنذاك جعلتهم عاجزين عن الوقوف بوجه من أصدروا القرار من الأمريكان وبريطانيا وغيرهما من الدول الغربية فلانت قناتهم أمام الضغوط الغربية والأمريكية منها بصفة خاصة فأصبح من جيء بهم من شتى أصقاع العالم من اليهود بعد انسحاب بريطانيا الدولة المنتدبة لفلسطين دولة وجرى تهجير أعلب السكان الأصليين إلى خارج ديارهم فعاشوا في دول الشتات بمخيمات اللجوء ورغم سوء أحوالهم إلا أنهم ظلوا على العهد مع الوفاء لأرضهم يتحينون الفرص للعودة فجابوا الآفاق وصنعوا ثورة وقدموا تضحيات جسام وكان قد اشتد كفاحهم بعد نكسة حزيران / يونيو 1967 فانطلقت عواصف العودة في قوافل ومواجهات في المناطق الفلسطينية فكانت يوم الأرض التي أطلقها فلسطينيو عام 1948 - عرب الخط الأخضر - وتبعها انتفاضات عديدة أولاها كانت في العام 1976 حيث كانت المواجهات الشعبية في الضفة الغربية وغزة على أشدها ثم انتفاضة عام 1987 التي كان من ثمرتها قيام السلطة الوطنية الفلسطينية ومع أنها لم تكن ضمن الطموح إلا أنها كانت وبكل تأكيد اللبنة الأولى في درب الحرية والاستقلال والعودة لكن عدونا معروف عنه بعدم التزامه بأية عهود يحاول دوماً النيل من إرادة أمتنا والشعب العربي الفلسطيني فحاول الاعتداء على أقصى المسلمين جميعاً وهذا يتم لمن لا يعلم بترتيب خبيث الهدف منه الإيحاء بأنه يمكنهم صنع أي شيء فيه فهبت انتفاضة الأقصى الثانية التي أجبرت العدو على إقامة جدر حول التجمعات السكانية الفلسطينية ظناً منه أن هذه الجدر ستحمي مغتصبيه من منتفضي الشعب الفلسطيني ، ولم تمنح هذه الجدر الأمن والأمان لهؤلاء المغتصبين فلجأوا للاستيلاء على أراضٍ فلسطينية تتبع للسلطة الوطنية والقدس لحماية هذه الجدر من الاختراق التي سينهيها الشعب الفلسطيني في يوم من الأيام كما فعل سكان برلين في الألمانيتين الشرقية والغربية حينذاك وأعادوا توحيد برلين فسيعيد أبطال فلسطين ومن خلفهم أبطال الأمة إعادة توحيد فلسطين من شمالها إلى جنوبها ومن بحرها إلى نهرها لتشرق شمس الحرية على أرض فلسطين ويعود شعبها إلى أرض الآباء والأجداد رغم أنف الغزاة والحاقدين ممن يمدون أعداء أمتنا بحبل بقائهم وإن النصر لآتٍ وإن غداً لناظره لقريب .. ورغم المعاناة فإن فانوس العودة ما زال مشتعلاً وسيضيء كل أرجاء فلسطين وغداً لناظره قريب.