مَنْسف الآنسة «روز»

كنا
لا ادري كمْ كُنّا
زُمرة من الرجال،ربما كنّا خمسة  مع مضيفنا الفنان العتيق ابراهيم حدّاد صاحب اشهر برنامج كوميدي صباحي الاذاعة الاردنية في السبعينيات « ابو كريم» الذي كان يقدم حلقات مضحكة بعنوان « كلمة وردّ غطاها».
غاب البرنامج وغاب صاحبه،وافترقنا(زهير زقطان وزياد عساف ووليد سليمان وصاحب الحنجرة الذهبية الاعلامي هشام الدبّاغ).
لكن « ابراهيم حداد» عاد ليجمع شتات احلامنا، في بيته،ب «جبل الحسين».
دعاني،فلبيت،لسببين وربما اكثر.
اولهما لأن صاحب الدعوة « كريم» و»دافىء» و»يغمرني» دائما بلطفه،وانا كائن «ضعيف» امام أي « دفء إنساني».
كان ثمّة «خرير مياه» من خلفنا،ينسكب من أباريق تحدّق في ظهورنا،وانشغلتُ و»الناقد الفني» عسّاف « بأرجيلة لكل منا. بينما استسلمنا لحديث صديقنا هشام الدباغ حول تجربته مع « الصّوفية». وكان يقرأ علينا باقات من القصائد الغزلية الجميلة.
الآنسة» روز» التي تواجدت في المكان بشكل « استثنائي»،كانت تقوم على خدمة الجالسين بتوجيه من ربّ البيت «أبو رعد». وكنتُ ،الحقيقة ،كنّا، نُشفق عليها لرقتها وهي تمدّنا بالنار والطعام،حتى فوجئتُ بوجود «منسف»،جميل يحتلّ مائدتنا.
قلتُ لصاحب الدعوة «أنا مشْ أكّيل»،أصرّ وألحّ،وتذوّقتُ «ملعقتيْن» وانشغلتُ بالثرثرة.
لكن للحقيقة وللتاريخ وللجغرافيا والعلوم والصوفية ،كان « المنسف» رائعا.فبالغتُ في مدح الآنسة « روز»،وتخيّلتُ أن فتاة شابة تجيد «عمل المنسف»،في نظري ،يُعدّ «إنجازا» اردنيا بامتياز.
قلتُ لها،سوف أكتب عنكِ،لم تردّ،واكتفت،بابتسامة،وها انا أفعل.
بابتسامة ..أيضا!