فاتورة «الشيخ الفلسطيني» في معان

جاء أسد الاقصى الشيخ رائد صلاح الى الاردن،وألقى خطاباً في العقبة،وشارك في عدة فعاليات،بعد ان كان ممنوعاً من الدخول،في اوقات سابقة.

 

حسناً كان ذاك القرار بالسماح له بدخول الاردن،فالشيخ يدافع عن المسجد الاقصى،وله سجل لامع في هذا الصدد،ودفع اثمانا كبيرة،ومازال يدفع،ولم يكن موفقاً قرار منعه في اوقات سابقة،مهما قيل بشأنه من تفسيرات.

 

استقباله شرف لنا، وهو من جند الله المدافعين عن الامة في مسجدها الاسير في القدس الحزينة على ُبعد امتار منا.

 

وفقاً للرواة أبت مدينة معان الجنوبية العزيزة الا ان تؤاخي القدس،فهذا قدر معان،ان تبقى مدينة مختلفة،برجالها واهلها،وبذاك النبض الجنوبي الذي يشع مع اشراقة الشمس كل صباح.

 

خلال عودة الشيخ رائد صلاح من العقبة الى معان،توقف ورفاقه البالغ عددهم ثلاثون شخصاً،في استراحة معروفة في منطقة الحسينية،وتناولوا طعام الغداء،في ذلك اليوم الحار.

 

اذ ذهب احد مرافقوه لدفع الفاتورة،قيل من جانب صاحب الاستراحة ان الشيخ دفع الحساب،وحين استفسر المرافق عن كيفية الدفع،وهم معاً اصلا،كشف صاحب المحطة ان «الحساب واصل» وان غداء الشيخ ورفاقه على حساب معان وأهلها.

 

لم يتم الدفع فعلياً،اذ اراد المعانيون ان ُيكرموا الشيخ خلال عبوره لتلك المنطقة،وليس من كرم عند العرب،كأستضافة هذا الرمز العروبي والاسلامي والفلسطيني.

 

هذه هي معان،وهؤلاء هم اهلها،والناس على فطرتها،تعرف الفرق بين المجاهد والكاذب،الوطني وغير الوطني،والناس ايضاً في حياتها ُتمّيز بين الذهب والفضة،والنادر الكريم،والمزّور المدّعي.

 

بلغت فاتورة الشيخ رائد صلاح ورفاقه الثلاثين في تلك الاستراحة خمسمئة دينار،ولم يقبلوا بكل الوسائل دفعها،وكأنهم يقولون للشيخ رائد صلاح انه بين اهله وعزوته،وان الهم واحد،والقلب واحد،والقضية واحدة.

 

الشيخ رائد صلاح حبيب كثيرين،وهذه الطلة السماوية،واللسان المدافع عن القدس والاقصى،تستحق الكثير منا،اذ اختار الشيخ الجليل ألا يترك الاقصى وحيداً في محنته،وان يبقى مدافعاً عنه بكل الوسائل.

 

للشيخ ُقبلة على جبينه المبارك،ولمعان والقدس لقاء معاً، شاء من شاء وابى من ابى،لان وعد الله حق.