إعلامي يناكف نقابة!!

في الوقت الذي يتألق فيه معلمنا الأردني في المحافل العربية والدولية، ويقدّم نفسه كسفير جامع ما بين العلم والثقافة ودماثة الخلق والبسالة في الطرح والفكر وبنفس الصفات تطلق على معلمنا الذي داخل الحدود وما بين أحضان الوطن، ومع ذلك مازال المعلم نفسه يتلقى وابل من النقد وتشويه لبعض أركان صورته الزاهية التي رسمها عبر قرون من الزمن من خلال إطلالات إعلامية أثارت الجدل لا بل أحدثت انقسامات عبر مواقع التواصل الاجتماعي في جسم مهني بات يشكل نموذجاﹰ رائعاﹰ في الإخلاص والعطاء، لا بل بات رقماﹰ صعباﹰ يشار إليه في محافلنا ومؤتمراتنا الداخلية، وبات عنصراﹰ نشطاﹰ وركيزة أساسية من ركائز الوطن العزيز.
عندما يحمل أسم برنامج تلفزيوني (الملف) نعتقد كمشاهدين أن البرنامج سوف يرصد الخلل الذي عانى منه المواطن كثيراﹰ، ويشير إلى قضايا كبرى غيّرت من مسارات اقتصادنا لا بل ساقه إلى التراجع جراء الفشل في السياسات الاقتصادية والاستثمارية والتي اعتمدت أحيانا على المزاجية والواسطة والمحسوبية، وما التعيينات الأخيرة التي أثير حولها الجدل إلا مثالاﹰ ودليلاﹰ على ذلك.
إصرار مقدّم البرنامج على الإشارة للباس بعض المعلمين والذي لا يليق بمكانته ورسالته كما فهمت من سؤاله يوجد فيه نوع من التجني على المعلم، فليس ذنب المعلم أن لا يرتدي لباساﹰ حريرياﹰ ولا يتفوّح بعطر بارسيّ ولا يرتدي ساعة سويسرية المنشأ، كزملائنا في الوزرات المخملية والنرجسية نظراﹰ للراتب الزهيد التي يتقاضاه نظير ما يقدمه من خدمة تربوية مثلى تعادل أضعاف ما يقدمه بعض الموظفين في الهيئات والدوائر المخملية، لذا بات يبحث عن وظائف مساندة تجنبه الإفلاس الاقتصادي والقهر النفسي.
آه !! لو جرّب مقدّم برنامج الملف التعليم ساعة وعاش ما يعانيه المعلم من التهميش وغياب الأمن والحماية له، ومعرفة حجم الديون الهائلة التي تقع على كاهله ما تحدّث أو أشار لبعض لباس المعلمين والذين يمثلون الجيش الثاني في الدفاع عن مكتسبات الوطن ومؤسساته.
التركيز على بعض لباس المعلمين دون الإشارة لبدائل من شأنها أن تعزز من دوره ودعمه كغيره من موظفي الوطن، كل ذلك سوف يثير حفيظة المعلمين وربما قد يسبب انشقاق ما بين المعلم ونقابته أن عجزت الأخيرة عن دعمه وهذا ما حدث فعلاﹰ.