ليستر ستي.. النادي القادم من بعيد يغير وجه الكرة الإنجليزية

أخبار البلد - 

 

ما إن يذكر الدوري الإنجليزي الممتاز حتى يقفز للأذهان مانشستر يونايتد، أو ليفربول، أو أرسنال، أو تشيلسي، لكن، واعتباراً من الثاني من مايو/أيار 2016، فإن شمس ليستر ستي التي أشرقت في ذلك اليوم غيرت وجه الكرة الإنجليزية المستمر من عقود.

ليستر سيتي هذا الفريق القادم من بعيد، الذي حمل على عاتقه مهمة كانت بعيدة كل البعد عن منطق متابعي الدوري الإنجليزي صغيرهم وكبيرهم، المشاهد العادي والمحلل الذي يتابع كل صغيرة وكبيرة في الكرة الإنجليزية.

فلعقود طويلة لم يستطع أي نادي كسر عتبة الكبار الأربعة في "دوري الأضواء"، وهم مان يوناتيتد، والأرسنال، وليفربول، وتشيلسي، والتي كانت أسماؤهم تعبر عن هيبة ومكانة الكرة الإنجليزية.

وتوج ليستر بلقب البريمييرليج لأول مرة في تاريخه الذي يمتد إلى 132 عاماً، الاثنين، بعد تعادل منافسه المباشر توتنهام أمام تشيلسي 2-2، على ملعب ستامفورد بريدج.

وقبل تتويجه باللقب كان أفضل مركز حققه "الثعالب" هو وصيف الدوري الإنجليزى الممتاز موسم 1928-1929، ويعتبر موسم 2008-2009 أسوأ موسم فى تاريخ نادي ليستر سيتي؛ لأنه الموسم الوحيد في تاريخ النادي الذي يلعب فيه بعيداً عن دوري الهبوط.

واستطاع ليستر سيتي تصدر قمة الدوري الإنجليزي الممتاز بأعجوبة هذا الموسم، بعد أن تعثر الفريق خلال السنوات الماضية، ومكث 5 سنوات في دوري الدرجة الأولى، وكان ينافس على الهبوط من جديد خلال الموسم الماضي، لكنه سرعان ما حقق المفاجأة في الموسم الحالي بالتتويج باللقب؛ بعد نجاحه في التعاقد مع لاعبين متميزين في حجم الجزائري، رياض محرز، الفائز بجائزة أفضل لاعب في الموسم الحالي، إلى جانب جيمي فاردي، ثنائي الهجوم المتميز بالفريق.

وقال الإيطالي كلاوديو رانييري، مدرب ليستر سيتي، عقب الفوز: إن فريقه لا يمكنه الاحتفاظ بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم المقبل، لكنه سيقاتل "لكي يكون بين العشرة الأوائل".

وأكد المدرب الإيطالي المخضرم الذي تولى تدريب ليستر بعد إقالته من القيادة الفنية لمنتخب اليونان؛ عقب خسارته أمام منتخب جزر فارو المتواضع، أنه سعيد، وأنه دائماً كان يعتقد بأنه "سيفوز بلقب مهم في مسيرته".

لكنه أشار أيضاً إلى أن هذا الفوز "يحدث مرة واحدة في الحياة"، مستبعداً أن يتمكن فريقه من الاحتفاظ باللقب الموسم المقبل.

وأصبح ليستر سيتي سابع فريق يتوج بالبريميرليج تاريخياً، بعد بلاكبيرن روفرز، ومانشستر يونايتد، وأرسنال، وتشيلسي، ومانشستر سيتي، وليفربول، وسيتسلم الفريق الكأس، السبت المقبل، بملعب كينج باور، عقب انتهاء لقاء إيفرتون في الجولة الـ37 من الدوري الإنجليزي.

وفي بداية الموسم منحت مكاتب المراهنات البريطانية نسبة واحد على 5 آلاف لليستر لكي يتوج باللقب، لكن الثقة العالية بالنفس من قبل اللاعبين، الذين بذلوا جهوداً خارقة، رافعين مصلحة الفريق فوق كل اعتبار، ووجود المدرب الملهم الإيطالي كلاوديو رانييري، كلها عوامل أسهمت في تحقيق معجزة ليستر سيتي ليقلب الطاولة على الجميع.

ووصف المدرب رانييري ما تحقق بأنه "انتصار للاعبين اعتبرتهم الأندية الكبيرة صغار القامة، أو يعيبهم البطء، ولم تتعاقد معهم".

وتابع: "ما حدث مع لاعبي ليستر يمنح الأمل لكل لاعب يقال له بأنه لا يملك المستوى الكافي لكي يبدع في مجاله".