قنبلة الغضب العربي الموقوتة تتفجر ثورات شعبية وحرية ..

اخبار البلد : كوثر حمزة - ما إن أطل العام 2011 برأسه في ساعة الزمن العربي والعالمي حتى قلب الدنيا ولم يقعدها, فقد جلب معه تغييرات جذرية وثورية مفاجئة في العالم العربي أدارت أعناق العالم إلى الصرخة العربية المعبرة عن الظلم والاضطهاد والتي أشعلتها تونس الخضراء بثورة شعبية آتت أكلها ..والحبل العربي بعدها كان جرارا .

فقد فجر نداء  فيسبوكي دعا للتظاهر في مصر بعد ذلك ثورة شعبية خطيرة استمرت سبعة عشر يوما دعت لإسقاط نظام الحكم المصري وكشف أوراق الفساد في ذلك النظام , ما أدى إلى كسر  القيد وخلع النظام من جذوره ..ونقل عدوى الانتصار المصري التاريخي إلى العالم العربي ككل  وذلك لما مصر من أهمية قومية ولوجستية وتاريخية وسياسية في المنطقة , وما للثورات الشعبية الحقيقية من مكانة إنسانية , خصوصا حين تحقق أهدافها في قهر الظلم والفساد .. و يحق للمصريين أن يهتفوا ( الشعب خلاص.. أسقط النظام ) .

وهكذا فقد كان تأثير ثورتي تونس ومصر كبيرا في شعوب العالم العربي...ومنها الشارع الأردني الذي تفاعل بشكل واضح وأصبحت هناك أصوات عديدة تنادي بالتغيير والإصلاح.

فقد  وجد الدكتور عطا محمد زهرة رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة اليرموك أن ثورتي تونس ومصر أثرتا كثيرا في الشارع العربي ككل وأصبحتا مثلا يحتذي به في ضرورة الانتفاضة ضد النظام السياسي غير  الديمقراطي , وذلك رغم انحياز زهرة  للإصلاح التدريجي وليس الثورة .

وأكد زهرة انه لا يتوقع حصول ثورة أردنية فحالة الأردن مختلفة , فنظام الحكم ملكي , والشعب مهيئ نفسيا لوجود نظام طويل العمر على عكس مصر , وفي الأردن توجد علاقة ودية بين الملك والشعب , لان الشعب ينتقد الحكومة وليس الملك , فالحكومة هي التي تعجز عن تحقيق الإصلاح لأسباب تقصيرية , بالإضافة إلى ما ظهر في خطاب الملك الأخير من دعوة إلى الإصلاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي .

 فالقضية " أضاف زهرة " أصبحت أكثر جدية.

أما الدكتور ثابت العمري أستاذ التاريخ الحديث في جامعة اليرموك فقد أكد أن ثورتي مصر وتونس كانتا حدثا مفاجئا عربيا وعالميا لم يكن أحد يتوقع حدوثه رغم أن الأسباب كانت موجودة من أجل المطالبة بالإصلاح في الأنظمة العربية ولكن ليس بهذا الشكل وفي مثل هذا التوقيت بالتحديد وإنما كان متوقعا مطالبة سلمية بالإصلاح كالمعتاد .

وأضاف العمري بأن ثورتي تونس ومصر كانتا ردة فعل لدى الشعوب على ما كانت تعانيه من ظروف سيئة على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وما تحمله هذه الشعوب من مواقف تجاه بعض القضايا في المنطقة .

وتوافق العمري مع زهرة في أن الوضع الأردني مختلف نسبيا , فقد وجد العمري أن هناك فروقات بين دولة عربية وأخرى , حيث توجد دول عربية عاني فيها المواطن من الفساد والقهر وهناك دول عربية أخرى  تعيش في حالة أفضل بقليل ولكنها تسعى للإصلاح في كافة المجالات .

فالعمري  لا يتوقع حصول ثورة أردنية لان الحالة في الأردن لم تصل إلى ما وصلت إليه تونس ومصر ولكن الأردن بحاجة إلى بعض الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية السياسية مثل تعديل قانون الانتخاب وقانون الأحزاب السياسية والذي سيجعل الوضع أفضل .

وأردف العمري بان السبب الرئيسي لإشعال الثورتين المصرية والتونسية كان اقتصاديا .

 

وفي نظرة للمستقبل العربي يرى العمري انه من خلال ما حدث من ثورات ومطالبات بالإصلاح فان مجال الحريات وانتشار الديمقراطية سيكون مفتوحا .

وفلسطينيا يرى أستاذ التاريخ الحديث انه في حال تولي سلطات تقوم على أساس ديمقراطي فالدول التي شهدت ثورات وفي حالة حصول إصلاحات حقيقية عربيا فان الموقف العربي سيكون أكثر مساندة للشعب الفلسطيني .

 

 الفنان كمال خليل (فرقة بلدنا)  آمن بحدوث ثورات عربية تحرر الشعوب من غضبها ,ورأى أن ثورة تونس ومصر عبرت عن دواخل الشعب العربي وان الشارع الأردني  تفاعل بشكل كبير مع تلك الثورات .

ويقول خليل " شعرنا بالفخر لما حققته الثورتان التونسية والمصرية ولان الشعب العربي أثبت انه قادر على تحقيق النصر "

وأردنيا..يرى خليل أن الظروف الموضوعية في العالم العربي متشابهة عموما لذا فعلى الحكومة الأردنية أن تسعى لتحقيق مطالب الشعب ومحاربة الفساد وتعديل قانوني الانتخاب والأحزاب السياسية, بالإضافة إلى توفير فرص عمل عادلة..وحينها سيكون الوضع أفضل .

من جانب شعري قال الشاعر الأردني سيف محاسنة أن حالة الانتماء للرفض تملكت الشعوب العربية بعد شعورها بالذل والعار بسبب سيطرة الأنظمة الفاسدة على مقدراتهم عند ذلك لم يعد للحياة معنى فكانت الثورة نداء الحرية الذي لا بد منه , والثورة المصرية أنقذت الشعوب العربية من حالة صمت مرعب وجعلت الشوارع والميادين تشتعل حبا وغضبا لتثبت للعالم أن الإنسان العربي ليس متخلفا عن بقية البشر فهو يستطيع أن يصرخ , فتحية حقيقية إلى شعب مصر والشعب العربي .

 

ويرى الدكتور رائد هياجنة أستاذ التاريخ الحديث  في جامعة اليرموك أن ما تشهده المنطقة العربية من احتجاجات ليست وليدة اليوم بل هي نتيجة تراكمات سلبية سابقة أخذت وقتا كبيرا في نفوس الشعوب العربية ما أدى إلى انفجارها .

 ويؤكد هياجنة أن وجود فساد في الأردن لا يعني حدوث ثورة , وذلك بسبب ثقة الشعب الأردني بقيادته التي أمنت له الأمن والاستقرار .

 

ويضيف هياجنة أن الثقة الشعبية ليست كاملة بالحكومة والملك يشعر بذلك .

ويتنبأ أستاذ التاريخ الحديث أن قطار التغيير بعد مصر  وتونس سينتقل الى محطات جديدة عربية سيكشف عنها الزمن .