أسباب التلوث الثقافي

أسباب التلوث الثقافي

 

لاشك أننا نعاني من التلوث الثقافي في ثقافتنا العربية في  الكثير من أوجه الثقافة والتي منها:  نشر دعاية مضخمة ليست في  حجمها او مكانها الصحيح.

مدح الثقافات الأخرى وتفضيلها على الثقافة العربية .

الانتهازية الثقافية لبعض المثقفين  العرب.

 

لقد تمت السيطرة على الثقافة العربية مرات عديدة من خلال حملات الامم الاستعمارية التي اجتاحت الامة العربية على مر العصور ؛ فكانت بحكم الغلبة للأقوى تحاول كل حملة استعمارية نشر ثقافتها ولغتها ، وتحاول جاهدة على طمس معالم الثقافة العربية .  وكان المستشرقون والمبشرون ينشطون في هذه الناحية ويظهرون الانجازات العلمية والأدبية والفكرية لترسيخ حضارتهم وثقافتهم ،  بل يتخذونها سلاحا لتهميش وطمس الثقافات الأخرى ، وفي كل مرة تتصدى الثقافة العربية لهذا التشويه الثقافي الذي يطال الهوية الثقافية للأمة.  وقد كان البعد المعرفي للاستشراق يكتفي بمنهجية تجميع المعلومات على أساس السرد التاريخي حول تراث الامة العربية وتاريخها وثقافتها.  ومن هنا سعى الغرب لفرض سيطرته الاستعمارية على الشرق وعلى الأخص الأمة العربية سياسيا وعلميا وعسكريا.

 

نحن كأمة لاننكر التواصل بين الثقافات وان هناك حرية للتبادل الثقافي الانساني لاغناء التنوع والتراث الثقافي للانسانية لانه يعتبر المصدر للابداع والتجديد والتبادل.

 

نلاحظ في توجهات الثقافة العربية انها كثيرا ماتطبع في الاذهان ، التفوق الثقافي للغرب فيلتقطها بعض مثقفينا ويقدمها للساحة الثقافية العربية كطبخات جاهزة ، مما يتسبب في احداث البلبلة واحيانا القطيعة مع شخصيتنا الثقافية يمكن ان نسميه الغزو الفكري بكل ايديولوجياته.

 

أما الانتهازية التي يتصف بها بعض مثقفي العرب فانها تأتي  لتلميع صاحب تلك الثقافة او لجمع الثروة  على حساب الكلمة والقارىء  والامة ككل ،  غير عابىء بما يترتب عليه سلوكه من تلوث ثقافي يترك تأثيرات سيئة و يتسبب بوعي زائف للثقافة والضحك على الذقون بل وعلى الأمة ، بدل ان تكون الثقافة عنصرا اساسيا ورافعة للامة لامتلاك الوعي والخبرة الاثرائية وتحصينها بالعلم والمعرفة.

 

بسام العوران

Bassam_Oran@Hotmail.com