مصطفى خريسات يكتب :محاربة الفساد ام تصفية حسابات !!!!!!!

أخبار البلد - نعتقد ان الذي يجري في الاردن لا يأخذ طابع الجدية في محاربة الفساد, بل على العكس يكرس الانتقائية و تصفية الحسابات الشخصية في هذا المجال .لماذا و كيف يتم سحب ملف الكازينو من قبل رئيس مجلس النواب من يد هيئة مكافحة الفساد التي اصدرت بيانا غاضبا من الهيئة ؟؟ يتحدث عن انه  لن يتم بعد البيان استدعاء وزير عامل او سابق في قضايا تتعلق بالفساد!!مع العلم ان الهيئة تأخذ صفة ضابط العدلية ,يحق لها استدعاء اي شخص مهما كانت مكانته الاجتماعية أو السياسية , مؤكداً انني مع هذا البيان قلباً و قالباً لمعرفتي بمعالي الاستاذ سميح بينو, الذي اخذ على محمل الجد محاربة الفساد من دون هوادة , و انا اعلم علم اليقين ان هناك خطوطا حمراء لا يسمح للباشا بينو تجاوزها , او التطاول عليها خاصة مراكز القوى التي تضحي بالاردن وشعبه على ان لا تتأثر مصالحها او ان يصلوا الى مرحلة الاتهام !!.

الكل يعلم ان الجدية في محاربة الفساد هي تحويل القضايا الى القضاء و نشرها في وسائل الاعلام من دون تمييز, فنحن نتعامل مع معالجة الفساد التي هي همّ كل اردني بنوع من الاستهتار لغاية الان ، و كأنه اسلوب عابر و ليس متجذرا بالبلاد, و لا هو ناقوس الخطر الذي يجمع عليه الشعب الاردني بكافة اطيافه، لنعترف بصراحة ان التضحية بالوطن عند هؤلاء الفاسدين أهون عليهم من التضحية بمكتسباتهم على حسابه و جوع ابنائه!!!! . 

فلا يوجد و للاسف اي نوع من انواع الجدية و الحرص على محاربة ذلك, و الادهى و الامرّ ان يقوم مجلس النواب الذي يعرف بالجهة الرقابية التي فقدت ثقة الشعب الاردني بها بطلب ملف الكازينو لإغلاقه و اعطاء البراءة المطلقة تماماً كما هو وتاريخه الطويل الحافل !!, المبني على المكتسبات و ضعف النفس و البحث عن الذات  على حساب ابناء الوطن , فأية جدية لدى هذه الحكومة التي وصل عبؤها على الوطن و الشعب اقصى درجاته, و اية جدية في محاربة الفساد لدى هذه الحكومة و نحن نرى انها تعمل تارة محامي دفاع لتغطي ضعفها امام مراكز القوى بسفر خالد شاهين من جهة, و تسليم ملف الكازينو الى مجلس النواب من جهة اخرى, ليتم طيه كما حدث سابقاً في برنامج التحول الاجتماعي و الاقتصادي  لمعالي الدكتور باسم عوض الله ,و اعطائه صك البراءة!!! فهل بعد هذا كله لدى الشعب قناعة بأن مجلس النواب قادر على كشف مواطن الفساد و المفسدين !!! . 

اية تفاهات ومنغصات تخرج علينا في كل يوم و اخرها البيان الذي اصدرته شركة مصفاة البترول الاردنية ردا على الخبر الذي نشر حول شركة بترول العقبة, و هي شركة قطاع خاص بامتياز, و لديها رقم وطني و تأخذ عمولة على مستوردات الاردن النفطية, ووصلت هذه العمولات الى ما يزيد على 2بليون دولار حسب الخبر الذي نشر على المواقع الإلكترونية, فهل اكتفت هذه الحكومة الضعيفة بهذا البيان الهزيل من شركة مصفاة البترول لتنفي ذلك علما بأن البيان لم يحمل اسم اي مسؤول في مصفاة البترول رغم التعطش  لمعرفة حقيقة البترول و المشاكل المتراكمة على هذا القطاع , و الشركة كما يعلم ابناء الوطن انها تضم مراسلين و كتبة و فراشين و مديرين و مديرا عاما و مجلس ادارة و رئيسا لمجلس الادارة بالاضافة الى المبنى و الاثاث , فهل الذي اصدر هذا البيان انسان ام جماد؟؟؟ فإذا كان انسانا (بني ادم)تبدأمن مراسل و تنتهي عند رئيس مجلس ادارة و اذا كان جمادا فيبدأ من البناء و ينتهي بالاثاث ...فهل هذا يخرج عن اطار المسخرة !!!!.

لماذا ؟؟ و نحن نقدّر مشاغل دولة رئيس الوزراء ان يتواضع قليلا لتبيان حرص الحكومة على المال العام , و مصداقيتها امام الشعب و يعلن ان الخبر ( خبر ابو 2بليون)غير صحيح, و بالتالي يوضح الحقائق وباعتقادي ان هذا يستحق من دولته سطرين بدلا من اختفاء الحكومة خلف بيان صدر من شركة غير معنية اصلا و هي مصفاة البترول أو يعقد مؤتمرا صحافيا الذي يشرح فيه و ينفي دور شركة بترول العقبة في لعب دور الوسيط !!!!!! .   

بالامس ايضا خرج علينا رئيس اتحاد النقابات العمالية بتصريح يهدد و يتوعد انه سيفتح ملفات فساد تتعلق بعدة اجهزة مختلفة بالاردن, و الحكومة مشغولة بوظيفة بغاية الاهمية تتعلق بالظرف الراهن و مستقبل الاردن السياسي و الاقتصادي, فتقوم بتشكيل لجان تارة لجنة الحوار الوطني  و تارة اخرى تسمى بلجنة الحوار الاقتصادي و الحبل عالجرار من هذه اللجان التي ربما ستصل بانضمام الشعب الاردني بأكمله فيها اذا استمرت هذه الحكومة بإدارة شؤون البلاد .

هل هذا هو اقصى ما يمكن ان تقوم به الحكومة الاردنية في هذا الظرف الحرج و الحساس؟؟

 ألم تدرس هذه الحكومة حالة الغليان الذي يشهده المجتمع الاردني في مدنه و قراه و مخيماته و بواديه ؟؟؟ام انها ما تزال (غايبة فيله )تمارس هوايتها المحببة بتشكيل اللجان!!!

 و بهذه المناسبة اقترح عليها ان تخرج علينا بإعلان تجاري لتأخذ من خلاله افكار تطل بها بلجان اخرى تتعلق بالطبيخ و النفيخ و المسخرة, و تكون قد حققت انجازاتها على ارض الواقع ليذكرها التاريخ و الشعب بأنها لا تريد ان تتعب دماغها لمصلحة الوطن, فذهبت الى لجان ليقوموا بالتفكير نيابة عنها لتصبح تعمل دور السكرتاريا لمخرجات هذه اللجان !!!!!!.

 

الجدية في محاربة الفساد تعني كما حدث في مصر عندما تم توقيف وزراء و رؤساء وزارات, و حتى رئيس الجمهورية  نفسه اخذ يبكي و يتوسل لابقائه في المستشفى داخل مصر و ابنائه جمال و علاء, و حبسهم في سجن الطرة مثلهم مثل غيرهم بين المساجين لانه لا يوجد لديهم طبقية في السجن, كما يوجد عندنا كسجن سلحوب الذي يحتوي على كافة وسائل الترفيه و هو سجن متخصص للذوات!! الذين يسرقون الوطن ويدمرونه, و يمدون ايديهم الى جيوب ابناء الشعب الفارغة و يكرمون حتى في سجنهم ,المفارقة بيننا و بين مصر التي لديها ارادة في محاربة الفساد, و نحن ليس لدينا ارادة في محاربة الفساد بل و تكريسه اللهم تصفية الحسابات بين زمرة  الفاسدين بعضهم ببعض شعارهم في ذلك ( إللي بياكل لحاله بيزور )

 

بعد ذلك ,,,, هل ما نزال ننتظر من هذه الحكومة ان تحارب الفساد؟؟ ام انها جزء منه لننظر الى أم الدنيا ( مصر ) و نتعلم منها الدروس و العبر !!!!!!! .