مابعد العاصفة

 

قبل 2/5  لم يختلف اثنان بأن الرئيس أوياما هو رئيس لفترة واحدة ولن يتم التجديد له ، كما كانت غالبية الاراء متفقة على أن أداءه كرئيس كان مخيبا للآمال لكثرة ما بدا عليه من الضعف والتردد والتخاذل والتراجع ولحس التصريحات والافكار والمبادرات وتجرع الإهانات هو ونائبه بايدن وبالذات فيما يتعلق بموضوع الصراع العربي الاسرائيلي ، حيث تراجع اكثر من مرة أمام اللوبي الاسرائيلي،فيما يتعلق بالاستيطان وغير الاستيطان ولطالما  بدا ضعيفا في مواجهاته المحدودة مع نتنياهو ومن خلفه اللوبي وبادر في التنازل والتراجع  حتى عن تعيين مستشاريه مثل "تشارلز فريمان" لمجرد ان اسرائيل لا ترضى عنهم.

نجح اوباما في الوصول للبيت الابيض بعد عملية انتخابيه ماراثونية ضد مرشحة ذات دم رئاسي داخل الحزب الديمقراطي ومن ثم ضد طيار مقاتل وبطل حرب واسير  من الحزب الجمهوري.

برغم النجاح الهائل والتاريخي بدا أوباما رئيسا باهتا ومضطرا للاستعانه بخصمه اللدود هيلاري كلينتون ربما ليتمكن من دخول عالم "البيض" ، فليس سهلا على "غير الابيض" دخول البيت "الابيض".

اللوبي الاسرائيلي  الذي ابتز اوباما "المرشح" بشدة قبل ان يحظى بختم الموافقة لم يكتف بذلك بل قام  بجملة استعراضات قوة لكي ييعرف اوباما" الرئيس" اين يقف بالضبط ، ما يجوز ومالايجوز مايقدر عليه وما لايقدر .

وبرغم تسلم المنصب الرئاسي بقي الرجل في حالة دفاع متواصلة عن أصله وفصله وحالة تبرؤ متواصلة من الاسلام والمسلمين حتى انه اضطر ان ينشر شهادة ميلادة قبل اسبوع فقط .

2/5/2011  سيكون علامة فارقة في تاريخ الرجل فقد نجح في القضاء على عدو امريكا رقم 1 وهو الامر الذي عجز عنه عتاة اليمين المتطرف الابيض المحافظ، الاصولي، المسيحي المتصهين ،....لمدة عشر سنوات متواصلة  وبذلك اثبت صحة ما ادعاه من ان حرب العراق كانت  خطئا كبيرا وان الاولى كان التركيز على افغانستان .

يعني هذا ان الرئيس أوباما قد يحصل على فترة رئاسية ثانية وسيعني ايضا ان الرجل سيتمتع بقوة غير عادية وبالتحديد في المجالات التي كان بعيدا عنها نسبيا وهي المجالات الامنية والعسكرية والاستراتيجية .

محصلة هذا الأمر في النهاية ان الرجل لوكان ينوي فعلا البحث عن حل عادل للقضية الفلسطينية فإن فترة حكمه الثانية ستكون الفرصة الأمثل لذلك، لرئيسٍ يتمتع بقوة استثنائية،اخرج امريكا من الازمة الاقتصادية وانقذها من الهزيمة العراقية والافغانية،وليس بحاجة لان يقيد نفسه بوعود انتخابية للوبي الاسرائيلي او لغيره وسيكون بالتالي اكثر حرية في ممارسة سياسة عادلة وغير منحازة وبنفس الوقت ليست خاضعة للابتزاز الاسرائيلي واللوبيات الداعمة نظرا للشعبية الرادعة!

الامر الآخر  ان هناك تغيرا تاريخيا في الغالم العربي نحو الديمقراطية والحداثة بما يعني ان اسرائيل لم تعد"جزيرة الحرية" وسط الدكتاتوريات وانما الاحتلال الوحيد والقيد الاكبر على الاستقرار والحرية والديمقراطية ، كما ان الشارع العربي سيشهد تحولا في الرأي العام تجاه العلاقة مع الولايات المتحدة ، فموقف امريكا من ثورات مصر وتونس وليبيا وسوريا لقي استحسانا لدى قطاعات واسعة من الرأي العام العربي، فمثلا بالنسبة لي هذه أول مرة في عمري  ارى اجماهيرا عربية ترفع العلم الامريكي  وتلوح به بمحبة كما حصل في بنغازي ولطالما درجت العادة ان يكون حرق هذا العلم لا التلويح به  رمزا للمظاهرات .

الشعب العربي لم يبادر الى معاداة امريكا او الصراع معها ، الموقف الامريكي المنحاز لاسرائيل والمتنكر للحقوق العربية  في فلسطين والداعم للدكتاتوريات الظلامية هو  السبب في حالة العداء القائمة  فإذا ما تبدلت السياسة الامريكية وساهمت بارساء حل عادل للقضية الفلسطينية  لن يكون هناك اسباب للعداء والصراع وبالذات مع تفتت الديكتاتوريات والانظمة الطلامية .

 

اما بن لادن

فهو الآن بين يدي العليّ العظيم المُقْسِط "اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ"1 "الَّذِي يُخْرِجُ الخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ"2

1-غافر 62

2-النمل 25