الكون يتمدد بسرعة أكبر مما تستطيع قوانين الفيزياء تفسيره

اخبار البلد-

 

أكثر قياساتنا دقة لمعدل تمدد الكون تم إنجازها بواسطة الفيزيائيين في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن يوجد مشكلة: الكون يتمدد بما نسبته 8% أسرع مما تستطيع قوانيننا الفيزيائية تفسيرها في الوقت الحالي. وإذا ما تم التأكيد على هذه الاختبارات المستقلة، فإن هذا القياس الجديد سوف يجبرنا على إعادة التفكير في الكيفية التي تؤثر بها المادة المظلمة والطاقة المظلمة على تطور الكون في الــ 13,8 مليار سنة الماضية، الأمر الذي يعني وجود شيء ما يجب تغييره في النموذج القياسي لفيزياء الجسيمات.

يخبرنا تقرير ديفيد كاستيلفيشي في تقريره بمجلة نيتشر عن تصريح الباحث الرئيسي من جامعة جون هوبكنس الذي كان مشاركاً في اكتشاف الطاقة المظلمة عام 1988م ( أدم ريس ) قوله : ” أعتقد أنه يوجد شيئٌ ما في النموذج الكوني القياسي لا نستطيع إدراكه بعد”

لذلك ما الذي حصل بالضبط؟ حسناً، يفسر الفيزيائيون في الوقت الحالي التمدد التدريجي للكون – ولايزال يسرى منذ الانفجار العظيم – من خلال وجود المادة المظلمة والطاقة المظلمة فيقولون:"بينما يُعتقد بأن المادة المظلمة تحوي نسبة ما يصل الى 27% من الكون، والمادة المرئية تشكل نسبة ضئيلة تصل الى 5%، والطاقة المظلمة التي قدرت بما نسبته 68% من الكون المعروف، فإن الطريقة التي يتفاعل بها هؤلاء الثلاثة قد تفسر لماذا كل شيء يتمدد منذ بداية الزمان".

استنادا إلى النموذج الكوني المقبول به ، فإن التأثير الأكبر على تمدد الكون هو عبارة عن منافسة بين المادة المظلمة والطاقة المظلمة، بينما يبدو الجذب الكوني من المادة المظلمة يعمل على إبطاء تمدد الكون، فإن الطاقة المظلمة تعمل في – اتجاه معاكس- على تسريع هذه العملية.

استطاع علماء الفيزياء الفلكية فهم كل هذا بفضل قياسات الإشعاع المتبقي من الانفجار العظيم، والذي نستطيع رصدها على شكل إشعاع الخلفية الكونية الميكروي. وكما أضاف كاستيليفيشي في تقريره فإنه اقترحت المشاهدات المبكرة لإشعاع الخلفية من ريس وعلماء آخرين عبر العالم، أن قوة الجذب للطاقة المظلمة على الكون بقيت ثابتة منذ الانفجار العظيم.

هذه الفرضيات تم تدعيمها من خلال تحاليل مكثفة لإشعاع الخلفية الكونية، نُفذت مؤخراً من قبل مرصد بلانك التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، ومنذ ذلك استخدم العلماء قياسات مرصد بلانك لحساب معدل التمدد عند أي نقطة في تاريخ الكون.

يقول كاستيليفيشي : ” لسنوات عدة اختلفت التنبؤات مع القياسات العملية لمعدل التمدد الكوني –متعارف عليه أيضا بثابت هابل– ولكن حتى الآن كانت هوامش الخطأ في هذا الثابت كبيرة بشكل كافي, الأمر الذي لا يسمح بتجاهل هذا الاختلاف”. والآن ريس وزملاؤه وجدوا طريقة أخرى لقياس معدل التمدد من خلال قياس سطوع أنواع محددة من الظواهر والأشياء مثل النجوم والسوبرنوفا والمتعارف عليها باسم "الشموع المعيارية” .

وكما فسرت كيلي ديكرسون من mic.com فان الشموع المعيارية تبعث نفس المستوى من السطوع، الأمر الذي يعني أن الفيزيائيين يستطيعون استخدامها كعلامات محددة لقياس سرعة تمدد الكون بعيدا عنا.

حلل فريق ريس 18 شمعة معيارية باستخدام كمية كبيرة من البيانات من تلسكوب هابل الفضائي، ثم حسبوا سرعة التمدد التي بلغت ما يزيد بما نسبته 8% عن ما تنبأت به قياسات بلانك. وتضيف ديكرسون قائلة : ” إذا كانت قياساتنا دقيقة – وخرائطنا الخاصة بإشعاع الخلفية دقيقة أيضاً – فإنه يوجد خطأ ما في صلب فهمنا الأساسي للكون”

كما أخبر عالم الكونيات كيفروك ابازاجين المجلة أن هذه النتائج إن كانت صحيحة سوف تمتلك القدرة على إحداث قفزة نوعية في عالم الكونيات.

وفي النهاية سوف نترقب وننتظر هذه النتائج حتى يتم إثباتها أو دحضها، وبالرغم من ذلك فقد سمعنا مؤخراً بأحداث وظواهر واكتشافات تحدث في كوننا وتتحدى فهمنا له وقوانيننا الفيزيائية التى نخضع لها، لذلك – بطريقة أو أخرى- ربما يظهر شيء ما جديد وسوف نكون بانتظاره. وحقا سيكون من المثير وقتها كونك من الفزيائيين .