إلغاء الحكومة لمدونة السلوك الإعلامية بوصلة حائرة ومفاتيح مفقودة

اخبار البلد- حسين الجغبير-طرنا فرحا قبل أيام معدودات حين طالعتنا الحكومة بآلية جديدة لتطبيق مدونة السلوك الحكومي للتعامل مع الإعلام المحلي والتي تعهدت فيها  أمام الوطن أولا وأمام الجميع بألا مساس بلقمة عيش الإعلاميين وأن الحرية الإعلامية المسؤولة ضالة الحكومة أنّى وجدتها فستقف خلفها وتدعمها وصولا لوطن حر بإعلام جاد قادر على تحمل مسؤولياته والوقوف جنبا إلى جنب مع مختلف كوادر الوطن لصناعة الغد المرتقب والمأمول بأحلى تفاصيله.

كانت فرحتنا عارمة وغامرة بفتح الأبواب مجددا من خلال إلغاء تلك المدونة أو تجميدها أو تعديلها اختاروا ما شئتم من مفردات الحذلقة والضحك على الذقون ولكنها حقيقة كانت ماثلة أمام أعيننا كفلق صبح فجر الأردن الجميل - مع حكومة ادّعت لنفسها العمل والثبات والمناورة لأجل الوطن أولا ومن ثم لمصلحة أبنائه وتأسيس وبناء وجود كريم لهم – ومع هذه الحقيقة توقعنا بالفعل بداية عهد جديد، وانفراجا وانفتاحا... ولكن لا حياة لمن تنادي.

 

 هذا التصريح كغيره من التصريحات الحكومية يحمل بين جنباته الفرح والسرور من جهة ومن جهة أخرى يحمل الذعر والخوف الذي أدمناه من حكوماتنا، فرحنا لمجرد الشعور بالأمن والأمان في مؤساساتنا والتي سطرناها بجهد خالص ودم حار لتكون وطنية بامتياز بالدرجة الأولى...

 

ولكن سرعان ما تلاشى هذا الشعور فور إعراض أهم وأبرز مسؤولي هذا الملف الساخن عن اتصالاتنا واستفساراتنا... فلا من مفسر ولا من موضح ولا حتى من مجيب...

 

نحتفظ لأنفسنا بالأسماء حرصا على مهنية الأداء وحق الزمالة بالأساس فلكل من نسي هذا الوسط وأهله ومعاناته نقول: انتظرنا كل شيء وتوقعنا

 

أي شيء إلا أن يتم التعامل مع قضايانا كوسط صحافي  بهذه الطريقة المجحفة ... وضعت أياديكم على الحقيقة تاركا استدراك ما تم اجتزاؤه منها لذكائكم....

 

من هنا جاء الخوف والذعر والأرق فقرار مجلس الوزراء الموقر الذي فرحنا به وانتظرنا منه أن يفتح الأبواب المغلقة...!!!

 

لم يفتح أبدا سوى درجا واحدا ليحفظ فيه الملف ليس إلا... ليغلق بعدها كل الأبواب ويسد جميع المنافذ غير تارك أي نسمة رطبة يمكن من خلالها استشراف أي بصيص أمل... فعادت تطفو على السطح مرة أخرى قرصنة اليوميات الأربعة الكبار واحتكار الدعوات والاجتماعات والإعلانات ...

 

قررتم في البداية فعدلتم عن قراركم وكان هذا خياركم أيضا، فأنتم من اختار المعركة وأساليبها وزمانها ومكانها... ولكن حذار حذار فلن تستطيعوا أنتم رسم نهايتها فأحسنوا وأجزلوا العطاء للوطن ليعطيكم ذاكرة حيّة ووجودا تستحقونه فالاحتقان يوغل الصدور أكثر فأكثر... لتصبح أشد أوارا وغليانا كالمراجل وحينها لن ينفعكم إخفاء وجوهكم أو التستر خلف الكراسي... استرشدوا ببوصلة الوطن لا ببوصلاتكم الخاصة والفئوية المقيتة، واجمعوا كل مفاتيحكم لعل فيها ما يفتح الأدراج المغلقة، وأدركوا بأنه إن لم تكن بين أياديكم  مفاتيح فالفرصة الآن سانحة للقفز من النوافذ ولكن بعد قليل أنى لكم ذلك ... ولا حل سوى عودة الإعلانات والاشتراكات لسابق عهدها قبل اعتماد تلك المدونة التي أقررتموها... وإلا فستبقى جميع الاحتمالات مفتوحة ولا لائم لنا حينها إن أغلقنا مؤسساتنا وسرحنا عمالنا لتتكفل الحكومة بهم وبعائلاتهم وأبنائهم ؟؟!!

                                       

H_jaghbeer@yahoo.com