ثورة بيضاء

تشرين الاول الجميل الذي يميز الخريف اكثر ما يكون ويزيد عليه مطرا يغسل ما تيسر ويزيل اوساخا علقت، وتشرين اليوم ازال منها اقذر ما علق منذ وقت وليته يستمر مطرا بانواعه إن ماء او تغييرات عسى ان تعود الاشياء نظيفة كما العهد بها لما كان يغسل زيتونا فقط وهو الان لا يكفي له لكثرة الاوساخ التي ما زالت عالقة.
اما تشرين الثاني فانه سيكون الاكثر جمالا ان اضاف مزيدا من عمليات التنظيف، وليته يكون كذلك لتختفي اوساخ اخرى فيبشر بربيع تسبقه الازهار في الكوانين وان موعده في اذار، وبالامكان التمكين من ذلك دون انتظار لتوقعات طقس العرب ومحمد الشاكر وانما اصدار بيانات اخرى، والامر رهن الارادة، وبدا اخيرا انها متوفرة ولم يعد هناك ما يمكن الخشية منه ولا حتى للمجاملات.
وليت الانطلاق نحو الجديد وما هو بمستوى العصر يكون امنية المنى، وكفى ما اصله كذبة امكانية الاستقواء على الدولة بيافطات القبائل وما فرخته، وثبت ان ليس بها خير ابدا، بدلالة كل ينظر لما حوله وان هو بأي مستوى انساني عصري او حتى طبيعي فقط. وان ليس بالامكان التحول بين عشية وضحاها الى سويسرا فانه ممكن جدا بسط العدالة بقوة القانون الذي هو علي ما هو حاله الان يعد كافيا رغم الثغرات ليكون الحال استعدادات حقيقية للمساهمة في البناء وليس الهدم الماثل وكل يمارسه بطريقته وبمقدار ما يكسب او او يظلم. وعليه يكون الولاء حقيقيا بالعموم الوطني وليس التركيب الشخصي تملقا او عنوة.
غياب زيد الرفاعي ومضر بدران واحمد اللوزي وبهجت التلهوني وابو عودة وابو زيد والكباريتي وعبيدات وغيرهم عن المشهد لم يؤثر ولم يقدم ولم يؤخر، ويبدو ان الحاجة ملحة الان اكثر ما يكون لاحداث نقلة جديدة نوعية في مسار الدولة بتغيير الطرابيش تماما وليس الاستمرار بنقلها نفسها من رأس الى اخرى، وهذه الاخيرة «بالمعنيين».