مساعد وزيرة الخارجية الأميركية: الولايات المتحدة تدرك أن الأردن بدأ بإصلاحات سياسية واقتصادية

أخبار البلد - اكد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان ان زيارته للأردن التي بدأها أول من امس، جاءت للاستمرار في المشاورات الثنائية، وكذلك للتحدث والاستماع الى الأردنيين فيما يخص جهود الإصلاح.

واشار في مؤتمر صحافي عقده امس في مقر السفارة الأميركية في منطقة عبدون غرب العاصمة عمان، الى ان اميركا تدرك ان الأردن بدأ باصلاحات سياسية واقتصادية، لافتا الى اهمية لجنتي الحوار الوطني ومراجعة نصوص الدستور، مؤكدا على أنهم يريدون تحركا حقيقيا للامام في مجال الاصلاحات، لا سيما وان اميركا ترى ان الأردن من الممكن أن يكون نموذجا في المنطقة من ناحية تلبية اماني الشعب الاردني اقتصاديا وسياسيا.

وفي اجابته على سؤال حول لقائه بجلالة الملك عبدالله الثاني امس، وما اذا رأى تطورا وفرقا بعد زيارته الأخيرة  خلال العام الماضي على الأرض من ناحية الإصلاحات، وهل ما رآه كان مرضيا، أجاب ان "رضا الشعب الأردني هو المهم"، وان الاصلاحات يجب ان تلقى قبولا لدى الشعب وليس لدى "اميركا".

وبين انه يعرف عن المسيرات في الأردن واللجان المشكلة، وبالتالي فهو يتوقع بناء على ما سمعه من مسؤولين وممثلين عن منظمات مجتمع مدني ان جهود الاصلاح "تتماشى مع المشاكل الموجودة التي تواجه الأردن"، مشيرا الى اننا تشجعنا لما "سمعناه من الناس ورأينا اشارات تدل على التحسن، ولكننا نريد ان نكون داعمين لعملية مستمرة، تمشي الى الأمام بطرق ملموسة وتلاقي تطلعات الناس".

اما بالنسبة للاصلاح الاقتصادي في الأردن وماذا تستطيع اميركا ان تقدم في هذا المجال، لتلبية طموح الأردنيين بخصوص الظروف الحالية، فقال ان اميركا تريد دعم عملية إصلاح "بقيادة اردنية من الجانبين الاقتصادي والسياسي"، مشيرا الى انهم  يتفهمون ضرورة ايجاد فرص عمل وشفافية لجذب الاستثمار.

وفي الجانب الاقتصادي ايضا، قال انهم يتطلعون الى طرق تعمل على "زيادة اهتمامات سوق الأعمال في أميركا والأردن" وزيادة الوعي لدى "مجتمع الأعمال الأميركي"، عن الفرص الموجودة في الأردن، بيد انه اكد ان هناك مسؤولية اردنية بخصوص كيفية جعل الأردن مكانا جذابا لخلق فرص عمل واستثمار أجنبي.

وفي رده على سؤال حول وجود ازمة اقتصادية في ظل وجود فساد، تكافحه هيئة مكافحة الفساد، وتحديدا فيما يخص المساعدات الأميركية، فهل ستضغط اميركا على الأردن ليكون هناك شفافية حول استخدام هذه المساعدات والتأكد من عدم وجود فساد حولها؟ وليستفيد الناس منها بحق، قال "لدينا مسؤولية حقيقية وثقيلة تجاه دافعي الضرائب الأميركيين. المحاسبة موجودة على كل دولار يصرف اذا كان هناك ادعاءات حول فساد مرتبط بمساعدات اميركية، والرجاء اعلامنا بذلك لنطلع عليه فورا. هذه قضية هامة جدا".

وتابع "يجب ان نستفيد اقصى استفادة من المساعدات، وان نعرف هل تفيد من هم من المفترض ان يستفيدوا منها، وهم الشعب الأردني"، مشيرا الى ان" المعالم تدل على ان المساعدات في الأردن تصرف في الاتجاه الصحيح".

وفيما يخص الاصلاحات، وهل تراها اميركا بطيئة، في وقت تقول فيه بعض الآراء المحلية ان الاصلاحات الحقيقية تحتاج الى اعوام لتطبيقها، قال ان السفارة الأميركية وعبر اتصالاتها مع اشخاص في القطاع الخاص (جامعات، مؤسسات مجتمع مدني، وغيرها) استمعت لمجموعة كبيرة من الآراء، وتعرف ان البعض يقولون ان الاصلاحات بطيئة جدا، واضاف "لا اعرف ما هي السرعة المناسبة للأردن، لكن ليست أعواما".

وشدد على انه "لا يوجد وقت كثير"، وان قادة آخرين في المنطقة ظنوا ان لديهم وقتا، وانهم الآن يعرفون جيدا ما جرى في تونس ومصر.

وفيما يخص سورية، قال ان "ما جرى في الشرق الأوسط لم تكن واشنطن تتوقعه، واننا "يجب ان نكون متواضعين في مدى دقة تنبؤاتنا"، مؤكدا انه لا يعرف ماذا سيجري في سورية.

لكنه اكد انهم يقفون بقوة الى جانب التظاهر السلمي، وان هناك مسؤولية على المتظاهرين بممارسة حقهم في التظاهر سلميا، وان استخدام الدبابات ضد المدنيين غير مقبول، و"رأيتم رد فعلنا. عملنا بجدية لتمرير قرار حقوق الانسان في جنيف الجمعة الماضية"، وان هناك طرقا للتعامل مع المتظاهرين، متمنيا ان تتجاوب الحكومة السورية لحاجات شعبها بطريقة سلمية، وانهاء العنف ضد المدنيين فورا.

واشار الى ان اميركا تريد سورية ذات دور بناء في المنطقة، لافتا الى ان اميركا لديها مشكلة استراتيجية مع سورية لفترة من الوقت، وانهم عارضوا الدعم السوري لمنظمات مثل حماس وحزب الله، وكذلك استخدام الأراضي السورية "لنقل ارهابيين ومواد ارهابية للعراق"، وعارضوا انتهاكات حقوق الانسان التي جرت سابقا.

كما اشار الى وجود مشاكل جدية مع سورية، وقال "حاولنا الدخول في حوار بناء معهم، وقرر اوباما ان يعيد  السفير الى دمشق. لقد بذلنا جهودا حقيقية معهم (...) لكن بصراحة خاب املنا في النتيجة".

وحول إعلان مقتل بن لادن، وكيف ان الباكستانيين لم يكونوا يعلمون بقربه من منطقة عسكرية تخصهم، قال ان "باكستان هي خارج اختصاصه الوظيفي"، فهو مسؤول عن الشرق الأدنى من ايران الى المغرب، لكنه اكد ان "موت بن لادن لا ينهي التهديد الذي نواجهه جميعا من الارهاب".

وبخصوص عملية السلام ودور اميركا فيها، قال ان "القضية صعبة جدا، وانه من خلال جلساته في الاجتماعات بواشنطن يعرف كم هي ملتزمة الادارة التي اعمل معها لايجاد طريقة للأمام"، فيما قال عن المصالحة بين حماس وفتح "الآن يجب ان نرى كيف ستؤثر المصالحة الفلسطينية بين حماس وفتح على جهود عملية السلام. كلنا نتفهم ونقبل فكرة المصالحة".

ورأى ان الفلسطينيين دمروا من "البيت السياسي المقسم، ولكن المصالحة يجب ان تأتي بطريقة لدعم التحرك باتجاه السلام"، منوها الى "اننا لم نر حماس حتى الآن كعضو فعال في السلام"، وانه  في الوقت الراهن هناك امتحان حول ما ستعنيه جهود المصالحة لتحقيق السلام، مبينا ان هذه "القضية مفتاح للاستقرار في المنطقة مع ادارة اميركية قوية".

وبالنسبة لدور ايران فيما يجري بسورية والبحرين قال انها "تقوم بدعم سورية ماديا وبطريقة غير مفيدة، ودائما هناك محاولة من ايران للاستفادة من التطورات في المنطقة"، منوها الى انه لا يعني انها مسؤولة عما يجري، فيما قال عن المشهد الجديد في المنطقة وتغير قوى سياسية فيه، ان "اميركا لا تدري ماذا سيحصل في الأنظمة القادمة، او كيف تنوي التعامل مع المشهد الجديد".

واضاف ان اميركا "يجب ان تكون في الخلفية الآن فيما يخص مصر، وان يشعر المصريون بانهم يقودون مصيرهم"، وحول مصالحهم السياسية قال"مصالحنا الأساسية في المنطقة لم تتغير. لدينا مصلحة في السلام بالمنطقة ومصلحة في اتفاقيات حقوق الانسان واسلحة الدمار الشامل ودعم التطور الاقتصادي في المنطقة"، مؤكدا ان هذه كانت مصالح اميركا من قبل احداث تونس وهي  نفسها لدينا اليوم.

وقال "نحتاج ان نتعامل مع المنطقة كما هي الآن. نحب ان نبقى شركاء، واتوقع ان باستطاعتنا هذا مع حكومات ذات شرعية اكثر مع شعوبها. بالتأكيد هذه علاقة ستكون اقوى عندما تبنى بين دولتين ديمقراطيتين".

وحول رد الفعل بخصوص سورية وانه اقل مما هو عليه الوضع في ليبيا، اشار الى ان هناك اختلافات، فسورية من اكثر دول العالم التي تقع عليها "عقوبات منذ السابق، وانها كانت مدرجة على لائحة الارهاب عندما وضعت هذه القائمة لأول مرة قبل عقود في اميركا".

ونوه الى وجود دفع عربي ودولي بخصوص ليبيا، وقال "لم نره حتى الآن حول سورية، فالجامعة العربية ايدت قرار منطقة حظر الطيران بخصوص ليبيا، ولكننا لم نر هذا حول سورية، ولا اعتقد بان المجتمع الدولي فشل في الرد على ما يجري لكن الظروف ادت لأن يكون الرد مختلفا عن رد ليبيا".

وردا على سؤال فيما يتصل بالانسحاب من العراق، قال لدينا التزامات نحو انسحاب القوات الأميركية من العراق في كانون الأول المقبل.