مستشارون عاطلون من العمل

كان بيسمارك مستشاراً لألمانيا، فأعطى للقبه معنى الهيبة، وكان هنري كيسنجر مستشاراً للأمن القومي الأميركي، فتدخّل في السياسات حتى ظنّه الناس الحاكم الفعلي للبيت الأبيض.

وفي الأردن المئات من المستشارين، ونظنّ أنّ الكثير منهم لم يسمعوا بالاسمين المذكورين أعلاه أصلاً، وهذا ليس مهمّاً بالضرورة، لكنّ المهم أنّهم مستشارون لا يُستشارون، ولا عمل لهم سوى انتظار أوّل الشهر لاستلاب الراتب، وفي هذه الأثناء يستخدمون السيارات ذات النمر الحمراء بالوقود الحكومي، متنقلين في أرجاء الوطن "الغالي”، ما دام يتبنّى بطالتهم المقنّعة، "الرخيص” إذا ما استغنى عن خدماتهم.

وليس سراً أنّ «المستشارية» صارت في الأردن مصطلحاً يحمل معنى السخرية، وحين تتحدث عن مستشار فأنت تعني شخصاً يجلس في غرفة انتظار، بين وظيفتين، أو أنّك تتحدث عن شخص لا يفهم في أمر، فيعينه الرئيس أو الوزير أو المدير في موقع المستشار بنفس الأمر، لسبب قرابة أو معرفة، وغير هذا كثير.

تلك الرواتب التي يستلمها هؤلاء خسارة محقّقة لخزينة الدولة، وهي تؤشر على نوع فاضح من الفساد المالي والإداري، في زمن نسمع فيه أنّ الأردن خال من الفساد!