الاحتلرام... وضرورة التفرقة!!!
حالة من الخلط المستمر ... والتداخل المتواصل ... وغياب الفصل ما بين القضايا .... حالة فكرية ينتابها ويشودها الكثير من الغموض والاتباس والتداخل.... حالة سلوكية فيها الكثير من التناقضات ... والمتناقضات ... التي تعبر عن الكثير من الاخطاء والخطايا .
حالة ذات خصوصية عالية .... وكاننا نعيش بجزيرة الوهم ..... ولسنا باصحاب تجربة طويلة ... وفكر مستنير.... كما نحن اصحاب قضية عادلة .... بذلنا من اجلها الكثير من التضحيات من اجل ان نثبت صدق توجهاتنا.... وعدالة قضيتنا .... ولا زلنا بحاجة للمزيد من الجهود والطاقات التي يجب ان تجتمع لاحداث قوة دفع علي طريق طويل .... لا زال يحتاج منا الكثير.
قدرة التفكير الواعي والمستنير ..... تعطي وتوفر المجال الواسع.... للتفرقة ما بين الحق والباطل... وما بين الخطا والصواب.... وما بين الفعل المقبول .... والفعل المنفر والمرفوض .
افعال كثيرة ... واقوال اكثر من ان تعد وتحصي منها ما هو مفيد ومقبول .... ويضيف بتراكمات التجربة المزيدة من القدرات الثقافية والمعرفية ..... وزيادة من مستوي الوعي والادراك .... وهناك العكس من بعض الافكار والاقوال التي تعكر الاجواء .... وتزيد من عوامل الاحباط... وبمحصلتها النهائية زيادة مستوي ثقافة الهدم والنفور .
قدرة التفرقة المستمدة من مستوي الوعي وثقافة الاحترام ومجمل المبادى والاخلاقيات ..... التي تعبر عن حالة فكرية ثقافية مجتمعية .... انسانية.... تزداد وتتجذر داخل كل منا .... لتزيد من مقومات قدرتنا وانسانيتنا واخلاقياتنا.... وحتي وطنيتنا ... والتي تشكل بمجموعها حالة من الرقابة الذاتية التي تمنع من احداث تصرفات مسيئة.... او الخروج بالفاظ نابية ... او التصرف بما لا يليق بمبادئنا .... واخلاقياتنا .... وسلوكنا الوطني ..... حالة القدرة علي التفرقة ما بين الخطا والصواب .... تعبر عن حالة من الوعي الثقافي الفكري الانساني الوطني .... المستمد من مجموعة التجارب .... ومحصلتها حالة الوعي المجتمعي الذي يدرك قدرة التفرقة .... والفصل .... وعدم القبول بتداخل القضايا لاسباب فئوية او شخصية .... او حتي مزاجية .
المؤكد بثقافتنا .... سلوكياتنا .... مواقفنا .... محصلة تجاربنا .... ان حالة التفرقة ما بين الخطا والصواب .... تعبر عن حالة وعي وادراك ..... لمجمل واقعنا الثقافي والمجتمعي .... الانساني والسياسي .... بان الخلط والتداخل .... ما بين القضايا يعبر عن انخفاض بمستوي الوعي .... وغياب فكري شمولي ..... لمجريات الاحداث .... وتفاصيلها .... وحقيقة اسبابها .
قدرة التفرقة .... بمعني التمييز والفصل والوضوح .... تعبر عن قدرة ثقافية... علمية ... مجتمعية ... سياسية ..... كما انها حالة وعي مستمر ومتواصل .... يحتاج الي وسائل اعلامية قادرة علي الانتشار والتاثير .... وايصال الخطاب الاعلامي المستند .... لمجمل المرتكزات والثوابت والاهداف الوطنية .
الخطاب الاعلامي الذي يميز ما بين القضايا.... والذي لا يعمل علي خلط الامور ... بل يحدد مسارات كل قضية واسبابها وتحليلاتها ونتائجها .... وان لا يترك القضايا بشرقها وغربها... بشمالها وجنوبها ..... وكانها قضايا متداخلة لافصل بينها .... ولا فاصل يمنع استمرارها في مزج خيالات وهمية ... وترسيخ امراض مزمنة .... واعادة عجلة التاريخ للوراء .... وكان الاعلام قد اصابه ... ما اصاب المجتمعات... وما اصاب النخب الفكرية والسياسية ..... واصبح امام حالة من العجز الجزئي الذي لن يستطيع معالجة كافة الهموم والسلبيات ..... ومجمل التجاوزات .... والتي اوصلتنا لحالة يصعب وصفها..... عندما يصل بنا الحال الي هدم ركائز ثقافة الاحترام .... التي نتسم بها ونوصف بمميزاتها وجعلت منا من الشعوب المتحضرة التي يحترم فيها الصغير منا الكبير .
ان حالة الفوضي الاخلاقية وحالة التطاول وارتكاب الخطايا تحت مبررات النقد وحرية التعبير وافساح المجال للمزيد من الحريات لم تعد مقبولة وتفتح المجال والابواب للمزيد من التطاول وممارسة سياسة التجريح وهذا لا يجوز اخلاقيا ووطنيا ومجتمعيا اضافة الي انه لا يجوز دينيا .... لان ترك المجال متسعا للتطاول والتجريح والمس بالكرامة سيجعل منا بحالة يصعب فيها وقف حالات الانهيار بمنظوماتنا الاخلاقية والثقافية وحتي الوطنية.
الكاتب.. وفيق زنداح