الإسلاميون يفقدون بريقهم .. والمستقلون يقصونهم في انتخابات المعلمين
اخبار البلد-
حسم التيار المهني للاصلاح انتخابات نقابة المعلمين، وكان مهند الحسم بتارا، حيث حصد التيار مركزي النقيب ونائبه في مواجهة انتخابية رسمت معالمها من قبل اعضاء الهيئة المركزية لنقابة المعلمين.
وبنهاية المرحلة الاخيرة من الانتخابات نستطيع القول إن المستقلين استطاعوا ان يقصوا التيار الاسلامي الذي هيمن على النقابة منذ نشأتها وتربع على عرش نقابتها، تيار مستقل يضم بين ثناياه تيارات مختلفة بعيدة عن التيار الاسلامي بايدي ابنائها، ويبدو ان الرفض لمبدأ تسيس النقابة كان كما الحسم بتارا.
ويحق لنا التساؤل، فيما اذا كانت مصلحة المعلم هي الاساس في مخرجات نتائج انتخابات النقابة كما يعتقد البعض، ام ان هناك انهيارا فعليا لقوة التيار الاسلامي في الشارع وسط تراجع قوي جدا لشعبيتهم بسبب الكثير من العوامل؟، وهل يمكن ان نوسع دائرة التحليل لنقول ان التيار الاسلامي فقد بريقه في العالم العربي وفي الاردن باعتباره جزءا من هذا العالم بعد الربيع العربي وتجربة حكم الاسلاميين في مصر وتونس وغيرها؟.
وهل يمكننا القول ان تراجع المد الشعبي لفكر التيار الاسلامي في الاردن بسبب ما شهدناه من انهيار «جماعة الاخوان المسلمين» داخليا من خلال انشقاقات اطاحت بعمر حركة ولدت في الاردن منذ العام 1945 وهي المنبثقة اصلا عن جماعة الاخوان المسلمين في مصر والتي انشئت العام 1928 .
فهذه الجماعة، التي سبق لها ان تجاوزت الكثير من المآزق خلال سني عمرها وقاومت الكثير من المتغيرات وانتصرت في العديد من المواجهات وقفزت على الكثير من الازمات، تسقط اليوم في معركة داخلية وتحديدا بايدي قياداتها واعمدتها لتتكشف حقيقة وهشاشة الجماعة في عالمها الداخلي وفراغه.
قد يرى كثيرون ان تحميل انتخابات نقابة المعلمين كل هذا الحمل، امر يشوبه الهذيان والتفكير غير المنطقي، فصناديق الاقتراع لم تكن اكثر من 316 صوتا والهيئة المركزية لا تشكل اكثر من هذا العدد، فهل يمكن القياس على هذه الاصوات لتبيان حقيقة تراجع شعبية التيار الاسلامي ومده في الشارع.. وقد يقول اخرون ان هذه الانتخابات وهذه الاصوات هي حصيلة فكر مجتمعي، ولم تأت من فراغ.. وانما بعد تجربة وسيطرة التيار الاسلامي على النقابة منذ نشاتها وفي دورتين متتاليتين.. اذن هل يمكننا القول ان التيار الاسلامي الممثل بفكر جماعة الاخوان المسلمين سقط بالتجربة.
ورغم رفض الاسلاميين لكلمة فشل في انتخابات نقابة المعلمين ورفض تسييس مخرجات الانتخابات واعتبارها تراجعا لشعبيتهم في الشارع، ويرجعون نتائج الانتخابات فقط الى الرغبة في التغيير لا اكثر، ولا يريدون اعطاءها بعدا آخر، لكن الواقع يقول غير ذلك والجميع يعلم ان التيار الاسلامي بحنكته وترتيب بيئته وبيته الانتخابي كان يسعى دائما للاستحواذ على مقاعد النقابات المهنية، ويعمل التيار على الفوز باي معركة انتخابية وله تاريخ مشهود في السيطرة على عدد من النقابات.. والى الان «نقابة المهندسين « والمهندسين الزراعيين « ورغم اننا والى الان وعلى ما يبدو لن نشهد للاخوان او التيار الاسلامي معارك انتخابية قادمة على مدى الشهرين القادمين في انتخابات النقابات المهنية، الا ان الاسلاميين كانوا الانجح دائما في خوض الانتخابات وفي الفوز بمخرجاتها.
فالانهيار بات العنوان الابرز بمسيرة الجماعة رغم مقاومتها الشديدة وعدم اعترافها بهذه النتيجة، بيد ان حقيقة انهيار منظومة الدعم الشعبي لها نابع من انهيار اعمدتها التي كانت تخفي صراعا حقيقيا لم يبرز للعلن الا في الفترة الاخيرة ليقوض اعمدة بنيان كان يحظى بشعبية كبيرة.