الملكة رانيا العبد الله ورحلة العطاء الميمون
من هنا، قرأت عمق المعاني فوجدت الحنان والرعاية والشفقة والتصميم والإرادة في مضامين قولها اتجاه الأطفال ، فهي تؤمن بأن يحظى كل طفل بالرعاية التي تليق بالإنسانية والآدمية التي كرمها الله ، وأن يحظى كل طفل في بيئة آمنة ، وأن يكون لديه تفائلا بمستقبل أفضل ، وهي تحمل ملفًا عميق الرسالة فيه نبل الإنسانية ؛ لأنّ سعادة عمر الطفولة لا تتكرر في الحياة ، فكم من طفل لم يعش طفولته، لا يبتسم ، ولد في رعب ، وعاش في رعب، وفي ذل ، لا يرى إلا الصور المرعبة، حياة شاحبة مليئة بالألم والبكاء.
لا غرو أنّ الملكة رانيا العبد الله أخذت على عاتقها حمل ملفات عديدة في هذا المجال، فهي الملكة الحنون تعلمت ودرست في مدرسة أبي الحسين المفدى ،وأخذت على عاتقها إعادة الأمل المفقود في نفوس كثير من الأطفال ، فبددت الحزن الجاثم على نفوسهم، فهي طبيبة داوت المهمومين والمحزونين ،ومن حرم الحنان، وجار عليه الزمان في مناطق كثيرة من العالم.
فرحلة الملكة الحنون لا تنتهي ، رحلة العطاء الميمون في رعاية فلذات أكباد الإنسانية، إذ تحمل رؤية مستقبلية، ليس فقط في الأردن بل في العالم ، فنظرتها تخطّتْ مجالات ثلاثة ( الوطني والعربي والعالمي) ؛ لتشمل رؤيتها العالم أجمع، لتبني عالمًا مليء بالأمل والتفاؤل ، فهي تعلمنا أن الحياة المثالية تُسْبقُ بالتعليم والأمل والتفاؤل ورعاية الطفولة ، فلغتها عالمية، ونهجها شمولي متقد بالإصرار والعزيمة المبني على قاعدة راسخة؛ لتنطلق إلى أبعد مدى في رعاية الطفولة أينما كان الحال المطلوب، فهي تعمل دون كلل ، أو ملل، وبشغفٍ كبيرٍ آملةً أن يكون هناك عالمًا أفضل للأطفال.
ومن ناحية أخرى ، فالملكة رانيا العبد الله تسعى محليًا وعربيًا وإسلاميًا وعالميًا لحشد ما أمكن من الإمكانات والموارد ؛ لتحسين حياة الأطفال أينما كانت المشكلة كالجوع والحرمان والفقر والنزاعات والحروب والكوارث والويلات. فنظرتها عالمية ، ولديها قناعاتٍ ثابتةٍ بأن الاستثمار الأجمل والأحلى في عالم الطفولة.
فالملكة رانيا العبد الله تنظر لأطفال العالم من خلال أبنائها الأمراء ، وهذا بيت القصيد، والنافذة الأولى التي تطل عبرها إلى عالم الطفولة، فالعبقرية في فكرها نابضة في قلبها ، فعطاؤها موصول ، وعزمها لا يلين بالإرادة والقوة والدافع من لدن حضرة صاحب المقام الأكبر جلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله وعز ملكه وأدام الملكة الحنون سندًا للطفولة .
الدكتور سماره سعود العظامات