هولوكوست


 
وردت انباء غير مؤّكدة مؤخرا ان الحكومة البريطانّية ستزيل من المناهج المدرسّية البريطانّية كل ما يتعلق بموضوع المحرقة المعروف بالهولوكوست معللة ذلك بان تذُّكر او ذكر هذا الموضوع ضمن المناهج المدرسّية يعتبر هجوميا او عدوانيا (offensive) لدى المسلمين وأطفالهم في بريطانيا وكأّن وعد بلفور بانتزاع الأرض الفلسطينّية من اهلها ليس عدوانيا , حّتى لو صدقت تلك الأنباء فإّن الساسة الإسرائيليون لا يقبلونه وبالمقابل فإن اليهود يقومون بحملة استنكار لذلك ولإجبار الحكومة البريطانية على تغيير قرارها آملين جمع اربعين مليون مؤِّيد لهم . وبالرغم من ان حكومة بريطانيا الُعظمى كما كانتُتدعى للأسف , هي سبب نكبة المسلمين في فلسطين بإصدار وعد بلفور المشؤوم وإقامة الكيان الإسرائيلي في فلسطين وإغتصاب مسجدها الأقصى مسرى نبّيها محمد صلى الله عليه وسّلم وتلك الحكومة بالإتفاق مع الفرنسّيين ومباركة الروس هي التي فّتتت الدول العربية ورسمت حدودا مصطنعة وثبتت شروخا في الشعوب العربية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا . ومثل هذا القرار يجب ان يلاقي صدى لدى الشعوب في العالمين العربي والإسلامي بالرغم من شعورها البغيض نحو الحكومة البريطانّية وتاريخها الأسود معهم على مِّر التاريخ . وحيث اسرائيل تاجرت بالهولوكوست وجمعت المليارات تحت اسم التعويضات عن المحرقة واعمال هتلر الزعيم الألماني النازي من المانيا ودول اوروبّية اخرى واستجّرت عطف العالم بينما هي الباغية الظالمة واستدّرت عطف الحّكام الأمريكان من الديموقراطّيين والجمهورّيين على حد سواء واوهمت الشعب الأمريكي انها هي من يتحكم بانتخاباتهم وتحديد اسم رئيسهم المقبل وسلبت المليارات من اموال ضرائبهم . نحن كعرب ومسلمين لماذا لا نقف مع هذا التوجه البريطاني إن كان صحيحا قبل ان تتراجع الحكومة البريطانّية عنه تحت الضغط اليهودي الرسمي والشعبي على الحكومة البريطانّية خاّصة انه مضى على تلك البضاعة من التجارة الصهيونّية
شرات السنين واستجّد بعدها عشرات المجازر الإسرائيلّية بحق العرب والمسلمين في اماكن كثيرة دون دموع غربّية ولا استنكارات امريكية واوروبّية . أما آن للعرب والمسلمون انُيثيروا على المستوى العالمي الهولوكوست الصهيونّية ضد العرب والمسلمين خاّصة اّن التطُّور الهائل الذي حدث على وسائل الإعلام والإتصال والتصوير والتوثيق يجعل من السهل تقديم تلك المجازر بشكل اوضح واسهل للعالم لكي تقتنع الشعوب الغربّية بعدالة قضيتنا وتضغط على حكوماتها لتغيير مواقفها السياسّية وتتحّول من مناصرة الظلم والعدوان الى الوقوف مع العدالة وإعادة الحق المغتصب لأصحابه خصوصا بعد ان وصلنا لمراحل كبيرة من التنازلات والإستجداء لتحقيق السلام العادل القابل للإستدامة تحت ما يسّمى حل الدولتين ولكن أي دولتين ذلك التناقض بالتفسير الذي يعيدنا الى تفسير القرار 242 عندما اّدعى العالم إختلافه حول أل التعريف وهل هي أراض محتلة أم الأراضي المحتّلة ولم نحصل على هذه ولا تلك , ولم يستطع القادة العرب منفردين او مجتمعين الوقوف امام رئيس وزراء اسرائيل واحد أّيا كان ولأي حزب ينتمي خلال السبعين سنة ماضية لأن أّيا من رؤساء الحكومات الإسرائيلّية كان مخلصا لقضّيته وحلم شعبه مهما كان منغمسا في الفساد الدنيوي لأنه كان يعتقد ان المحافظة على الحلم الموعود هو أمر رّباني وليس الحفاظ على الكرسي هو الهدف الأسمى والحلم الأعظم لديه . وقد آن لنا ان نكون واقعِّيين ونعترف باننا شعوب مهزومة وبحاجة لصيانة جذرّية واننا في الغالب لا نملك قيادات تخاف الله وتخاف على مصلحتنا ومستقبلنا وسلامة اراضينا واننا بداية يجب ان نصلح انفسنا وان نرفض الخطأ والفساد مهما كان وان نبني وننشئ اطفالنا على الطريق القويم وان نقِّوم قادتنا إن أخطأوا وأن نكون العون لهم دوما على الحق والصواب وأن نعلوا بشهدائنا نحو الملكوت الأعلى وأن نقيم لهم أعظم الرموز وأرقى الإتشاءات لنفضح الجرائم الصهيونّية أمام العالم أجمع وُلُنشهد الكرة الأرضية على ما فعلته الصهيونية من خراب في العالم . اللهم احفظ الأردن ارضا وشعبا وجيشا وقيادة من كل سوء . احمد محمود سعيد البناء الأخضر للإستشارات البيئّية ambanr@hotmail.com