«أريد رجلاً»

أما عن الرجل المراد، فهو ربما هذا الذي لا يخضع لإرادة أمه المتسلطة على حساب زوجته، أو هذا «الحمش» المتمسك بالتقاليد لناحية الخوف على الزوجة من العيون ومن تبسط الرجال حين محادثتها ومن الكشف عن جيدها الجميل، أو هو الذي لا يسمح بالخوض بسيرتها أو التلميح لها مزاحاً مع أصدقائه الخلّص من الرجال، أو هو الذي يسمح لنفسه بالتأفف من ملاحقة النساء الدائمة له... وربما هو كل هذا معاً... تطول السيرة وكذلك المسلسل الذي تصل حلقاته إلى الستين.

 

 

«أريد رجلاً» مسلسل مصري مقتبس عن رواية لنور عبدالمجيد، من إخراج المصري محمد مصطفى وبطولة الأردني إياد نصار واللبنانية مريم حسن... سيكون مؤسفاً عدم ذكر بقية الممثلين، فهم قد أجادوا حقاً وكانت الشخصيات والأداء أفضل ما في المسلسل وعامل جذب لمتابعته. فالمسلسلات الطويلة تشعر بالملل لاسيما أن معظمها يراوح تماماً في مكانه في حلقات عدة، ويلزم الجهد كي ينشدّ المشاهد إليها. الحبّ هو المحور الأساس لسيناريو هذا العمل، ثمة بحث عنه لدى كل الأطراف من مختلف الأعمار. ولكن، هل تكفي قصص الحب والعواطف التي باتت نادرة لنجاح عمل تلفزيوني طويل يضيع معه المشاهد أحياناً نظراً لهفوات في المونتاج؟ بالطبع لا، فثمة العديد منها حاول اللعب على الرومانسية ففشل إما للإغراق المفتعل فيها وإما لأداء المحبين الثقيل الظل أحياناً حتى لو كانوا نجوماً في عرف التلفزيون. الأبطال قد يكفون لمتابعة أولية سرعان ما ستفقد حماسها إن لم يصاحب المسلسل نص مقنع وإخراج متحكم. في «أريد رجلاً» للأبطال الدور الحاسم في جاذبية العمل. على رأسهم إياد نصار، نكرر من دون أن ننسى الآخرين ومنهم التونسي ظافر العابدين والمصرية سهر الصايغ وحازم سمير. فنصار ممثل يفرض حضوره على الشاشة وله أسلوبه المميز في الأداء وفي تجميل عبارات قد تبدو سخيفة حين يؤديها ممثل آخر، لاسيما كلمات ومواقف الحب التي يمكنها أن تتحول بسهولة إلى مواقف مفتعلة وثقيلة بل ومضحكة، لكنه ينجح دائماً بإعطائها وهجاً ونغماً خفيف الظل بطريقته في الإلقاء وبتعابير وجهه وحركاته. وتأتي مريم حسن لتقف بثقة أمامه لتعبر عن فتيات جيلها الحالمات العاقلات!

 

 

المسلسل استطاع اكتشاف الممثل أحمد عبدالعزيز مع أفضل أدواره كزوج يبحث عن وهم حب ضائع، أما السوري نضال نجم فقد تمكن من الانطلاق في دوره على رغم حبسه الدائم في مكتبه مع سيجاره، لزوم رجل الأعمال بالطبع!

 

 

عرض المسلسل في رمضان الماضي على محطات مشفرة، وهو يعرض وسيعرض ويعاد عرضه. فالحديث عن المشاعر الجميلة في هذا الزمن حل لتعويض اختفائها.