فقط في سوريا.. النظام يريد إسقاط الشعب!!

 

 الشعب لم يطالب بإسقاط النظام بل طالب بإصلاح الفساد.. تطور الوضع الميداني ونتيجة للقمع المتواصل ارتفعت شعارات تنادي بإسقاط النظام.. في الأحوال العادية يستجيب النظام –ولو من باب رفع العتب- ويحاول إجراء بعض الإصلاحات لكسب رضى الناس أو يحاول على الأقل إيهام الناس بأنه سيجري بعض الإصلاح, لكن الوضع في سوريا يتخذ منحى" آخر تماما".. فالنظام ليس فقط رفض الاستجابة لمطالب الشعب بل بدأ بسياسة قمع ممنهج هدفه الواضح لكل ذي لب هو ببساطة.. إسقاط الشعب.. نعم النظام يريد إسقاط الشعب؛ هذا هو الشعار غير المعلن لأدوات النظام السوري الذي لا يدخر وسعا" في إظهار أبشع وسائل الترهيب لإسكات أي صوت يطالب حتى بنسمة صيف باردة!!

بدأت العملية من باب اللهو لمجموعة من أطفال حوران   كتبوا على الجدران عبارات ضد النظام متخيلين أن القرن الواحد والعشرين يعطيهم فسحة كافية للهو حتى في سوريا.. تم اعتقال الأطفال المجرمين.. والتنكيل بهم فتوجه مجموعة من وجهاء درعا إلى المحافظ الذي طردهم ورفض استقبالهم.. فيمموا شطر مسؤول الأمن السياسي –ابن خال الرئيس- الذي قبل بإطلاق سراح المعتقلين شرط أن يعتقل أمهاتهم بدلا" منهم!! نعم هذا هو الشرط الذي انطلقت بسببه شرارة الحرية في درعا وهبت معها الكثير من المدن السورية التي طال نومها وصمتها ثمان وأربعون عاما".. وتعالت أصوات المحتجين وتزايدت مطالبهم مع تطنيش النظام والإصرار على أن ما يحدث محض مؤامرة أجنبية بأيدي مندسين يريدون شرا" بقلعة الصمود والتصدي التي ضرب مجلس الشعب فيها وضربت دير الزور وتم اغتيال القيادي في حزب الله (مغنية) على أراضيها دون أن تطلق من بنادقها العتيقة التي علاها الصدأ طلقة واحدة باتجاه الجولان الجريح ولو خطأ"!!

الشعب السوري يطالب بحريته بإصرار من لم يعد لديه الكثير مما يمكن أن يخسر بعد أن فقدوا الآباء والأبناء والأزواج بل وامتدت يد القمع لتطال النساء المتظاهرات بالاعتقال والتنكيل.. والنظام ماض في محاربة أشباح المندسين المارقين الخارجين على القانون والتي لبست أجساد المواطنين السوريين في درعا والرقة ودير الزور وإزرع والبيضاء وجبلة والعديد من المدن والبلدات السورية.. والذين هم بالمناسبة مواطنون عرب سوريون.. وكأني بالنظام السوري وأدواته التي استمرأت طعم دماء أهليهم وبني جلدتهم حسب ما تظهره جوازات السفر التي يحملونها والهدف غير المعلن الذي يجاهد الأمن السوري دون كلل لتحقيقه بأي ثمن: النظام يريد إسقاط الشعب.. كل الشعب.