البصلة وقشرتها

جيبوتي اجرت انتخابات رئاسية، وفاز رئيسها عمر للمرة الرابعة على التوالي، وهو سيستمر بالفوز بلا هوادة طالما أنه مستمر على قيد الحياة!
في مقابله ينهي الرئيس الامريكي اوباما فترة رئاسته لأقوى دولة في العالم بعد حكم يستمر 8 سنوات، لا يمكن له اضافة يوم واحد إليها، وهنا يكمن الفرق في ديمقراطية الدول الفقيرة والمعدمة عن تلك التي في الدول الغنية.
وقصة الحكم مدى الحياة معرّفة اساسا بشعار قائدنا للابد الذي ترفعه الشعوب قسرا، ومع ذلك يصر الزعيم الملهم على إجراء انتخابات واستفتاءات! وحاله كالذي يكذب دائما ويصدق كذبته كل مرة.
والانتخابات تجري كثيرا في موريتانيا والصومال، وبإشراف دولي لتأكيد نزاهتها! وتسفر دائما عن نتائج بمقاس المشرفين، وكل الدول الإفريقية مصنفة كبلاد فقيرة بشعوب متخلفة، رغم حجم الثروات الطبيعية فيها، غير أنها كلها في عهدة دول الاستعمار، رغم إعلان الاستقلال منذ عقود؛ ما يفسر ديمقراطية تكرار الزعيم بالانتخاب!
والحال لا ينطبق على السودان؛ إذ لا يحتاج الرئيس البشير إلى انتخابات ليستمر زعيما، وفي الجزائر من يصدق ان بوتفليقة منتخب، وانتخابات مصر تتحدث سيسيا عن نفسها، أما ليبيا فقد كرس القذافي فيها ثقافة الديمقراطية والحرية بلون كتابه الاخضر الذي هو في واقعه الاشد سوادا لممارسة حكم، والمغرب ملكية وانتخاباتها برلمانية على قدر من الصحة، وذات الحال بالنسبة لتونس لجهة سوية انتخاباتها.
حال افريقيا العربية رغم كل التشوهات فيه ما يمكن اعتباره تطورا في الحياة السياسية والاجتماعية، وليس الامر نفسه بالنسبة لآسيا العربية.
وبالمقارنة، فإن كل دول الخليج العربي لا تعتمد مبدأ انتخابات رئاسية، وإن بعضها يعتمد البرلمان كالكويت التي في حال يشابه الاردن في هذا الصعيد، والعراق غابت عنه الديمقراطية قبل صدام وبعده، الامر أكثر سوءاً، وسورية لا يختلف حالها عنه، ووحده لبنان من يمارس الانتخابات بجدية رغم نظامها الطائفي، وهو الان بدون رئيس دون ان يحدث الامر فرقا!
زيارة ملك السعودية لمصر اسفرت عن اعلان مشروع مد جسر بري بين اسيا العربية وافريقيا العربية، ترى ما الذي يمكن أن نقوله عليه بالاتجاهين، وحالهما كالخل والخردل!