اضرابات غير رحيمة وصور اليمة

 

                          عبير المجالي 

 

 

اعتصامات في العديد من ميادين العمل غير مدركين خطورة تعطيل الأعمال والأضرار بمصالح الغير...وعود حكومية ودراسات واقعية وغير واقعية تأخذ بمكان التنفيذ في المرحلة القادمة لدراسة كل المطالب.اظرابات تعكس صور حضارية وغير حضارية....واذا ماتحدثنا عن اضربات ممارسي مهنة الطب وكافة العاملين في القطاع الصحي بدون استثناء نجد انها الأكثر قسوة واشد وطأة على حياة المرضى منها على عمر الحكومة ،فهل يجوز الأنقطاع عن معالجة المرضى تحت اي ظرف من الظروف وهل يجوز المساومه على حياة الناس باي شكل من الأشكال.

 لا احد ينكر ان الأطباءبشر ولهم طموحات اقتصادية واجتماعية يرغبون بتحقيقها ولكن لايجوز ان تكون على حساب المواطن حتى لو كانت هذه المطالب شرعية وحقيقة .لكنها لا تنم عن القيم التي عهدناها جميعاً عن هذه المهنة الملائكية التي نفخر بكل العاملين بها بدون استثناء في اداء رسائلهم النبيلة ، وعلى الحكومة ان تراعي ملائكة الرحمة اللذين يحتاجون إلى رحمة ولابد من إجراءات حاسمة  تلبي متطلبات وطموحات الكوادر الطبية فأعبائهم كبيرة هؤلاء الجنود المجندين تحت اسقف أجنحة المرضى وقاعات العمليات وغرف الجراحة والمختبرات والصيدليات.

مؤكد انه مطلب شرعي وحق محفوظ على ان لايحدث ضرر بابناء الوطن لحظتها يصبح غير مقبول وغير مبرر،فقدسية هذة المهنة التي لاتحتمل المزاجية لاتسمح للطبيب ان يتخلى عن مرضاه وخصوصا ان الأضراب لوزارة الصحة التي تعالج فئة محدودي الدخل المثقلين بالهموم والأعباء المادية ،فتوقف الأطباء عن العمل سبب لبعض المرضى مضاعفات طبيه وخصوصا اصحاب الأمراض المزمنه والطارئه وحمل البعض اعباء مالية فالمواطن البسيط الذي غلبه المرض لايملك المال الكافي  لدفع ماتطلبه المستشفيات الخاصه .

ان الطب عملاً ملائكياً قبل ان تكون وظيفة ولقمة عيش ،ومهنة انسانية اساسها الرحمة ورسلها الأطباء عندما يمارسون دورهم باخلاص في الحفاظ على ارواح الناس بعيدا عن حسابات الربح والخسارة ويبرز دورهم اكثر في الأزمات فالطبيب دائما عند حسن الظن به، فهل ستنقلب الموازين وتصبح المنافع المادية هي الأهم من الأرواح .

 هل ستتركون ياملائكة الرحمة  مرضاكم بدون علاج في انتظار تلبية مطالبكم وهل ستكون حياة المرضى المحتاجين لكم كحاجتهم للماء والهواء وربما اشد ،هم وسيلة واداة الضغط الغير مشروعة في مساوماتكم مع الحكومة.

اين قسم الأطباء وقدسيته بالحفاظ على ارواح مرضاكم اين الضمير المهني الحي؟اين الأنسانية  وأين ؟ اسئلة كثيرة والسؤال الأهم كيف وصلنا الى هذا التصحر الأنساني وتأخى الضدان الرحمة والقسوة  وصارت نسيجاً واحداً ..فلتكن مخافة الله ومصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار...

amajali@windowslive.com

 

 

 

 

 

 

 

الأطباء