سرقة الكهرباء.. أرقام صادمة

تعد الارقام التي اعلنها الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن، المهندس فاروق الحياري حول التعديات وسرقة الكهرباء  صادمة، وتؤكد اننا بحاجة ماسة لجهد وطني عام للجم ظاهرة التعديات على شبكات الكهرباء وسرقة التيار الذي يلحق اضرارا بالغة بالمشتركين ويكلف الاقتصاد الوطني عشرات الملايين من الدنانير،  فقد قال الحياري ان عدد حالات الاستجرار غير المشروع للتيار الكهربائي ( سرقة التيار الكهربائي) بلغ 7220 حالة خلال الربع الاول من العام الحالي تشكل ما نسبته 70% من عدد الحالات التي ضبطت من قبل كوادر الهيئة لكامل العام 2015 والتي بلغت 5616 حالة، وفي حال استمرت جهود ملاحقة سارقي الكهرباء يمكن ان يرتفع عدد الحالات الى مستوى 30 الف حالة هذا العام.
ارتفاع اعداد المعتدين على شبكات الكهرباء مفزع بالرغم من الجهود الاعلامية والاعلانية والتوعية التي تنفذها الهيئة وشركات توزيع الكهرباء بمخاطر هذا السلوك، وشرح بنود قانون الكهرباء، واصدار احكام قضائية بحق اعداد من سارقي الكهرباء، هذا يدل على اننا امام مشكلة حقيقية، وان الفاقد الكهربائي (غير الفني) كبير يؤثر على جميع الاطراف من شركات ومواطنين والاقتصاد على المستوى الكلي.
الحاجة تستدعي تغليظ العقوبات بحق من يتمادي على قطاع الكهرباء، ومنح مهلة قصيرة لتصويب اوضاعهم، ووضع معايير جديدة لحفظ عدادات الكهرباء حتى لا يلقي من يقوم بسرقة الكهرباء على غيره، وفي هذا السياق ان التمادي بلغ حدودا لا تطاق اذ إن الغالبية العظمى من أصحاب الحفلات الشعبية من اعراس وغيرها يقومون بسرقة الكهرباء وكأن الامر طبيعي، وهناك اناس يمتهنون توصيل الكهرباء لهذه الاعراس بـ (المجان) الذي يؤثر على المشتركين ويهدر اموال الشركات والخزينة، علما بأن الشركات اعلنت عن تقديم هكذا خدمة وفق معايير تتعلق بالسلامة العامة وانتظام توصيل التيار للمشتركين، ومع ذلك لا زالت التعديات مستمرة.
المطلوب من المعنيين مواجهة التعديات على قطاع الكهرباء بغض النظر عن مواقعهم افرادا عاديين او متنفذين، وحجب التيار عن اي من يعتقد انه فوق القانون وبمعزل عن المساءلة، وكذلك على المؤسسات والوزارات تسديد ما ترصد عليها من ذمم كبيرة ومكلفة للشركات والمساهمين...الطاقة الكهربائية خدمة (سلعة) لها كلف، بدءا من التوليد، والتوصيل الى شركات التوزيع حتى توصل للمشتركين بكفاءة وجودة عاليتين، فالطاقة الكهربائية شريان حيوي من شرايين الاقتصاد والمجتمع، وهناك عشرات الالاف من الاردنيين من كافة التخصصات يقومون على هذه العملية، وعلى الجميع الاعتراف بذلك والمحافظة علي الكهرباء دون تعد او تجاهل.