هيئة مستقلة للانتخابات... بنكهة طبية!!
تفهمّنا نحن دارسو الأدب والفن، لماذا تغزّل جميل ببثينة؟، وتفهمّنا أيضاﹰ لماذا امتهن صديقنا بيكاسو الفن التشكيلي؟، وتفهمنا لماذا تخاذل معلم اللغة العربية في العطاء داخل الغرفة الصفية؟؛ لأنه تعرّض لضغوط عائلية غيّر من خلالها ما يحلم به من تخصص يتوافق مع أحلامه وتطلعاته، ولم نتفهّم أيضاﹰ عندما استلم أحد الأطباء وزارة الثقافة، ولم نتفهم أيضاﹰ عندما استلم أحد الأطباء وزارة التربية والتعليم.
لذا فالهيئات المستقلة في الأردن أوجدت ليست من باب التكريم و التعزيم والإحلال والتبديل، والتنفيع،! أوجدت من أجل النهوض بمؤسسات الوطن التي يتحلى بعضها بخصوصية معينة، وأهداف واضحة كالرقي باقتصادنا التي تهالك في غابر الأيام، وإعادة الألق للاستثمار ، والسياحة، وترتيب أمور بيتنا الداخلي كهيئات مستقلة محايدة تشرف على ديمقراطيتنا من خلال تنظيم الانتخابات، وإعادة الناخب إلى صناديق الانتخاب وتشجيع المؤسسات والأحزاب المقاطعة للعودة للخيار الديمقراطي وفق تشريعات وقوانين ضابطة للعملية الانتخابية.
بالأمس دخل المطالعون والمحللون في حيرة من أمرهم، وهم يتهامسون على مواقع التواصل الاجتماعي عن الآلية التي تم من خلالها اختيار الهيئة المستقلة للانتخاب، مع خالص الاحترام والتقدير للذوات التي وقع عليهم الاختيار، ولكن أين الاختصاصية في العمل؟، ونحن نزجّ بثلاثة أطباء للعمل بالهيئة والأشراف على انتخاباتنا المقبلة، ونحن من نادينا بالعمل المختصّ ونحن من تغزّلنا بالسير الذاتية ونحن نختار علية القوم في بلدنا والمفوضين ومستشاريهم ومساعديهم، لذا فالمختص القادر على النهوض بهيئتنا المستقلة للانتخاب هم القضاة وبعض مؤسسات المجتمع المدني التي تتحمل الطابع الرقابي.
وجميل أن نشاهد أطباءنا في عياداتهم ومستشفياتهم للإشراف على مئات الألوف من المرضى والذين بحاجة للمساتهم الطبية، وجميل أن نشاهد القضاة يشرفون على انتخاباتنا وفق اختصاصاتهم، وجميل أن نشاهد ممثلنا الأردني يبدع بالمسلسلات البدوية والريفية، ولكننا علينا التركيز على الاختصاص، لكي تعاد النهضة و الألق للقطاع العام وفروعه المختلفة.