شبيلات يدعو الأسد لاستثمار شخصيته على طريقة الملك حسين

اخبار البلد- وجه المهندس ليث شبيلات رسالة خطية إلى الرئيس السوري بشار الأسد قدم خلالها عددا من النصائح لمواجهة ما تشهده سوريا من موجة الاحتجاجات في مختلف المحافظات.

وأكد شبيلات في رسالته أن من حق الشعب الحصول على حقوقه السياسية في حرية منحته إياها السماء في برنامج زمني حثيث، وأن من الخطأ القاتل أن يشكك في المطالب العادلة للناس على أن وراءها جهات غير وطنية، داعيا إلى الإفراج عن معتقلي الرأي في السجون السورية كدواء لما تشهده البلاد.

كما دعا شبيلات الرئيس السوري إلى  استثمار “شخصيته التي وصفها باالمحبوبة، والكاريزما الشجاعة، وذلك “على الطريقة العبقرية للملك حسين رحمه الله، الذي ذهب شخصياً ليطلق سراح المحكوم بالإعدام اللواء صادق الشرع في الستينيات، واستقطب معظم إن لم يكن كل المطالبين برأسه، ليصبحوا من أركان دولته”، على حد تعبيره.

وتاليا نص الرسالة،

سيادة الأخ الدكتور بشار الأسد

رئيس الجمهورية السورية العتيدة المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

تعلمون جيداً كم نحن مؤيدون لمواقف سورية القومية وخندق الممانعة الذي تقوده، فمن هذا المنطلق، أي من خندق المحبين المتحالفين، أبث هذه الرسالة، دفاعاً عن النفس قبل الدفاع عن أي موقف أو شخص يرد ذكره. دفاعا عن النفس، إذ أن خصومنا من المستسلمين للعدوان على الأمة، المقبلين على صهينة أنفسهم ومجتمعاتهم يغمزون من قناتنا فيما يخص دعمنا وتأييدنا لمواقفكم. والثغرة الكبيرة التي ينفذون منها دون أن نستطيع الدفاع عن أنفسنا منها هي موضوعة الحرية السياسية.

ففي الوقت الذي يعرف الجميع أننا مناضلون من أجل الحرية وحقوق الإنسان، ونحظى في ذلك بالإضافة إلى التأييد الجماهيري، على تأييدكم وإعجابكم، لا نستطيع أن نفسر للناس غياب جهودنا الحميدة لتحسين وضع الحريات في سورية. فيصورون نبل موقفنا في دعمكم على أنه ازدواجية في المعايير!

هذا حالنا وحال العشرات من المناضلين في العالم العربي، الذين نشاركهم موقفهم الإيجابي من سورية الصامدة. ويجب ألا يخفى عليكم مقدار التنازع الداخلي الذي يمر فيه كل واحد فينا، بين اندفاعه الكبير في الدفاع عن الحريات في بلده، ودفعه غالياً ثمن ذلك، وبين ضعف تدخله الجهري في ملف حقوق الإنسان في سورية.

قبل ثلاث سنوات تشرفت بتلبية دعوة وزارة الإعلام السورية في النشاط الثقافي الذي ينظمه الأستاذ مناف فلاح لإلقاء محاضرة في مكتبة الأسد عنوانها: “لمن الكلمة اليوم أهي للأنظمة؟ أم للمعارضات السلمية؟ أم هي للمعارضات المسلحة؟” أرجو من سيادتكم الاطلاع عليها، إذ لفتت انتباه بعض كبار المسؤولين عندكم وأيدوا بعض الاقتراحات فيها، وقد بدأتها بالتالي مما يخص موضوع رسالتي لكم:

(…وأدرك أن هذا التكريم لعربي ناقد مثلي يحاول أن لا يسكت عن باطل سببه صفاء الرؤية في التفريق بين المظالم الداخلية وما أكثرها عند جميع أنظمتنا العربية، لا يستثنى منها أحد، وبين تعرض الدولة بما فيها النظام السياسي للعدوان الخارجي. وإنني لأدرك بأن هذه الدعوة حدثت رغم أن الداعين المحترمين يعلمون علم اليقين بأن المدعو في الوقت الذي سيعلن فيه تضامنه وتضامن الشرفاء من الأمة مع سوريا شعباً ودولة ونظاماً في هذه الظروف (إعلان أميركا وفرنسا بأن النظام السوري آيل للسقوط خلال بضعة شهور) التي لا تقبل التخلي، فإن مصداقية ذلك التضامن ستهوي إلى الحضيض ما لم تقترن بالمطالبات المتشددة برد المظالم الداخلية في الدولة المتضامن معها، وإعادة ما صودر من حريات مقدسة شرعياً ودستورياً، وأثمن عالياً لأصحاب الدعوة الأكارم ثقتهم بشخصي، وثقتهم بأن مقاصدي لا يمكن لها أن تخرج عن خدمة الأمة وسوريا الحبيبة التي هي بمثابة القلب من جسم الأمة. فعدا عن أن الظلم مرتعه وخيم، وعن أن العدل أساس الملك، وعدا عن الخوف من الإرهاب المؤيد بالرهبة الربانية والمتمثل في دعوة المظلوم التي ليس بينها وبين الله حجاب، فإن مصادرة الحريات الأساسية التي هي هبة الله، خصومة مع الله، وفيها مقتلة للإبداع، فلا إبداع في غياب النقد، وعندما يغيب الإبداع تزحف الهزيمة على أقوام عقولهم شلها الخوف، ومجتمعات فككتها الرهبة من تجاوزات العين الأمنية..).

التعامل مع المنتقدين

أخي سيادة الدكتور

فضلاً على أن الحريات الأساسية للمواطنين حق لا يخضع للأهواء، فإن طريقة التعامل مع المنتقدين لسياسة الدولة وللحريات فيها تشكل أكبر ضعف في خاصرة سوريا العزيزة التي تحتاج إلى أقصى تحصين من أجل أن تلبي طموحاتنا جميعاً في النجاح في قيادة المتمسكين برفض الصهينة والغرق في مستنقعات الصهيونية. إن الأذى الذي يلحق بسوريا بسجن أحد المعارضين لهو أكبر بكثير من الأذى الذي قد يلحق بها بإبقائه طليقاً حراً ، هذا في ما يخص المعارضين الذين لا نوافقهم الرأي لا أنتم ولا نحن، فكيف بالمعارضين الذين نعرفهم عن قرب ونعرف منذ عشرات السنوات مقدار اخلاصهم لسوريا، وللعروبة، ولكنهم يخالفونكم الرأي. إن الشعب العربي السوري هو الأوعى عربياً بقوميته، ويرفض رفضاً باتاً أية علاقة لأية جهة داخلية مع الأعداء الخارجيين، وينقلب على أي ممن يؤيدهم حال اكتشاف عمالة عنده، ففي هذه تصدق في سورية قبل غيرها مقولة ومبدأ “كل مواطن خفير”، ويجب على السوريين أن يهنؤا بهذه المسلمة، وأن يطمئن الشعب، والنظام قبل الشعب، بأن الأعداء لا يستطيعون اختراق ضمير سورية النقي، ولا يحتاج الأمر إلى تدخلات أمنية في وجه من سينبذه الشعب قولاً واحداً. هذه حقيقة يجب أن تكون المسلمة الأولى في منطلقاتنا للإصلاح.

إن عشرات المعارضين السوريين الوطنيين الذين أعرفهم واحترمهم ويحبونني وأحبهم لا يمكن أن يحلموا بأن يكونوا أدوات أجنبية. فالنصيحة الأولى التي أبثها لرئيس أحب، كنت قد عارضت بامتعاض شديد de jure طريقة توليه الحكم، الذي لا نقبل أن تتكرر، أصبحت de facto معجباً بأدائه الخارجي، وإخراجه سورية رافعة الرأس من مخططات رهيبة أرادت تحطيمها، فخرجت قوة مهابة عزيزة في المنطقة. لكن هذا في منطقي الهندسي كمن أصلح هيكل المبنى وتأخر في إعادة تقوية هذا المبنى الجميل، ودون أن يجري الإصلاحات الداخلية للمبنى وديكوراته، والأهم دون إعادة تقوية اساساته لكي يسكن براحة وتمتع يليقان بقوة المبنى الخارجي.

ومع أن الوقت يمر سريعاً كما أبديت لكم رأيي سابقاً قبل أسابيع قليلة، ويخشى أن تنقلب المطالب النبيلة بالإصلاح، والتي لم أجد عندكم ممانعة فيها، بل وجدتكم صاحب مشروع فيها، إلى طاقات يسبب التأخر في التجاوب معها والطريقة التقليدية في تعامل أجهزة محنطة معها، واختباء السياسيين المحافظين وراء اتهامات هي أوهى من بيت العنكبوت (أيدي خارجية ! مندسين! الخ) مما لا يقنع حتى الصبية، تنقلب تلك المطالبات إلى صدامات لا يرغب فيها أحد، وتنزلق بنا إلى المهاوي.

مستقبل سوريا للجميع

ولا يمكننا إلا أن نقدر إيجاباً مواقف جمهور واسع من معارضين سوريين اختاروا بنبل وطني، وبحكمة ووعي، أن يتجاوزوا الوقوف عند الصدامات الدموية الأليمة التي حدثت قبل عقود ثلاثة، وما نتج بعدها من عذابات بالسجن والهجرة وغيره، ليتطلعوا إلى مستقبل سورية: إلى سورية للجميع. هي ليست لهم وحدهم، ولا للمنفردين بالسلطة وحدهم، وإنما لجميعهم على أساس جديد من حرية وعدالة ومساواة وتداول لسلطة الشعب مصدر كل سلطة. إنها نظرة لا تختلف عما فهمته منكم إلا بالسرعة المطلوبة للتنفيذ، سرعة إن لم نتحرك على وقع ما تفرضه حركة التاريخ الذي يصنع هذه الأيام، فإنها قد تضع من أخلص في التجاوب معها وكأنه في خندق الممانعين لحدوثها. ولابد من الإستفادة من الطريقة المبدعة الراقية العادلة التي تصدى فيها المغرب الشقيق مثلاً لمعالجة مظالم الماضي بلجنة المصارحة والإعتراف والإعتذار، التي نقلت المغرب من توقف عند ماض يفجر المستقبل، إلى مستقبل لم يتجاهل الماضي، بل عالجه بمواطنة نبيلة مبدعة لم تغفله ولم تتركه، بل تجاوزته بمسامحة مجتمعية، كما يقول شيوخ عشائرنا بالعامية “وقف حقك أولاً ثم فوته” (سماح عن قدرة).

ايجابيات الرئيس

أخي الفاضل الرئيس بشار سدده الله

قد سررت لتعرفي شخصياً على صحة ما سمعته من ايجابيات في شخصكم الكريم، فلم أستشف أبداً أي لف ودوران أو تلاعب بالألفاظ كما هي عادة من يكون في من هم في موقعكم، المتعرض لمثل هذه الضغوط الهائلة، فلم نترك موضوعاً لم نتكلم عنه، إن كان فساداً أو طائفية، أو تبلد حكم، أو غيره.. مع أنني نسيت التطرق إلى مشكلة مظالم إخواننا المواطنين الأكراد، فأرسلت رأيي شفاهاً مع الفاضلة الدكتورة بثينة من ضرورة الإستفادة من تجربة أردوغان الجريئة في التصدي للمشكلة نفسها في تركيا، خصوصاً وقد سمعت منكم إعجاباً كبيراً بتجربة تركيا في معالجة العديد من الملفات. ولكنني خرجت غير مرتاح أبداً من تفاوت السرعة فيما ترون فعله، مع السرعة التي تتطلبها الظروف، التي لا ترحم أهداف المتباطئين.

الموقف في نقاط

بالنتيجة ألخص:

1. من حق الشعب الحصول على حقوقه السياسية في حرية منحته إياها السماء في برنامج زمني حثيث واضح.

2. من الخطأ القاتل أن يشكك في المطالب العادلة للناس على أن وراءها جهات غير وطنية، فهي نابعة من جذور الناس، وبالأخص من الشباب، ومعظم من يلتحق بتأييدهم وطنيون غيورون فخورون في مواقف بلادهم العروبية، أما القلة ممن لهم علاقات مكشوفة مع أعداء سورية، فلا يجدون احتراماً أو تجاوباً لدى الشعب، وتجاهلهم وتجاهل تأثيرهم دون تضخيم (مع الإدانة طبعاً)، وعدم وصف الغالبية الساحقة من الناس بأوصاف هؤلاء، هو الطريق السليم. وبعكس ذلك نقع في أهم مغالطة تقلب الحقائق، وتتسبب في رفع سقف المطالب لتتصدى لتهم غير واقعية.

3. إن التصريحات المحنطة غير مقبولة من أصدقائكم، فكيف بالمحايدين أو الخصوم ؟ كالإعلان عن “عصابة مسلحة اندست بين الناس”. خصوصاً وأن المندسين الحقيقيين هم الذين اندسوا في النظام، يعيثون فسادا ويسومون الناس خسفاً، حتى تماهوا معه فأصبحوا هم النظام واقعياً. وهؤلاء المندسون الذين انتقل اندساسهم إلى وجود عضوي متماهي هم المستهدفون بالشكوى الدائمة من المواطنين.

4. إن شخص الرئيس ما زال موضع ثقة ومحبة شعبية يجب أن تحمى، أولاً من التآكل بسبب التصرفات المحنطة للأجهزة المختلفة. ثم تستثمر حالاً ومباشرة مع الناس متجاوزة لجان وهيئات وشخصيات، وإن عرف بعضها بالنظافة، إلا أن الثقة بجرأة هؤلاء على المجاهرة بما يعتقدون صحته تكاد تكون معدومة. إنها أهم قوة قادرة على إجراء التغيير السلمي السلس الذي هو جزء من قناعات صاحبها وليست مخالفة لتوجهاته.

5. إن أكبر خصم للتغيير هو أسهل الخصوم للتغلب عليه. إنه عدم وجود قنوات بين المطالبين بالتغيير وبين الرئيس القانع بضرورة إجراء التغيير، بل خيوط عنكبوت. وإن فتح قنوات اتصالات مباشرة بين الرئيس صاحب الكاريزما القوية، وبين المجموعات الشبابية الراغبة بالتغيير، هو وحده الكفيل بهزيمة ذلك الخصم الذي هو اليوم أقرب للوهم قبل أن يتطور الخصم إلى وجود مادي يدفع بالرئيس من خندق شعبه إلى خندق المشتكى منهم جذرياً. الرئيس وليس غيره (أكرر وليس غيره) هو الذي يجب أن يفتح ابوابه لهم ويجلس إليهم ساعات وساعات بفترات لا تتجاوز الأسبوع، دون حاجب، مع اعطائهم الأمان بأن لا أحد يسمح له باضطهادهم على آرائهم ونصائحم ومطالبهم، وأنهم هم شباب وشابات الرئيس، وأن من يمسهم يمس الرئيس: رئيس جميع السوريين، وليس رئيس فئة منهم فقط، معظمهم من المطبلين المزمرين الغارقين في رشاوى الرتع، والذين يتنصلون من صاحبهم كما تنصل نظراؤهم من مبارك، وانقلب معظمهم اليوم بنفاق مقرف إلى تمجيد ثورة 25 يناير.

6. أليست سورية وريثة بني أمية؟ فأينها من مقولة الداهية المحنك مؤسس الدولة الأموية: “نحن لا نحول بين الناس وبين ألسنتهم، ما لم يحولوا بيننا وبين ملكنا”. إن الغالبية الساحقة لا تطالب بإسقاط النظام! فلماذا يحال بينهم بين مطالبهم؟ إن هذا طريق محنط بعيد كلياً عن الحكمة، أثبت فشله في كل الساحات، ويخرجنا من وحدة الشعب والنظام الذي يريد إصلاحه إلى خندقين لا ثالث لهما: إما الشعب وإما النظام! ولقد أجمع الفقهاء على أن الله لينصر الدولة الكافرة العادلة على الدولة المؤمنة الظالمة إذ إن العدل هو أساس الملك.الإستفادة من تجربة هيثم المالح

7. إن فتح جسر حقيقي متين بين الرئيس وشباب سورية لا يمنع من ضرورة الإصغاء إلى الحكماء من الكهول الذين أثبتوا جرأة في قول الحق، مع إخلاص لا يزايد أحد عليهم فيه. وأتعجب من التعامل السلبي مثلاً مع شخص أعرفه عن قرب كان قد أذهل رجال النظام الذين كانوا وما زالوا يصنفونه زوراً بالعداء، عندما ترأس لجنة شعبية طافت القامشلي وريفها لتنهي أحداثها بوثيقة موقعة منهم تؤكد ثوابت:

1 ـ وحدةالتراب السوري.

2 ـ وحدة العلم السوري.

وعاد إلى دمشق مطالباً بتحقيق مطالب القامشلي التي نفذت حالاً (أحدها موضوع جوازات السفر بدئ بتنفيذه ثم توقف بلا سبب بل بضرر كبير). إنه الأستاذ هيثم المالح، الذي يحظى بالإحترام الشخصي لمضطهديه قبل نظرائه، والذي لم تتطرق مداخلاته ومذكراته التي يجب أن تدرس في كليات الحقوق إلا للإصلاحات القانونية، أو قل لإصلاحات السلوكيات فوق القانونية، ولم يجب على مذكراته بمذكرات مخالفة (منها سبع مذكرات أرسلت إلى الرئيس الدكتور بشار). إن أستاذنا الفاضل يستحق أن تفتح له أبواب قصر الشعب دون حجاب ليدخل ويخرج دون إذن ليستفاد من دراساته غير المجاملة، ولكنها بكل تأكيد غير عدوانية، بدلاً من أبواب السجون. بمثل هؤلاء الخصوم زعماً، لا يحتاج النظام إلى أصدقاء يزورون له الحقائق، وليهنأ بمثل هؤلاء الخصوم عندما يكون كثير من اصدقائه سبب غصة وليس هناء.

الإفراج عن السجناء والموقوفين

السيد الرئيس سدده اللهإن الإفراج عن السجناء والموقوفين سياسياً، علاوة على أنه حق، هو فرج لسورية نظاماً وشعباً. وبقاؤهم كما هم، لهو متفجرة اجتماعية سياسية خطيرة. الإفراج عنهم دواء، وبقاؤهم جانب لا يستهان به من الداء. وإنني كمواطن عربي محب، أعتبر سورية مني وأنا منها، لأنصح وأنتظر من سيادتكم بالقيام بثورة بيضاء، معلنة، تجتثون فيها الفساد.. وتساوون فيها بالحرية السياسية بين التنظيمات السياسية المنطلقة، وبين البعث، وتجرون مصالحة تاريخية بين الفئة الكبيرة من المظلومين، وبين النظام، في أحداث لم تكونوا مسؤولين عنها. فالملك محمد السادس ليس أولى منكم بذلك.

وأكرر نصيحتي التي أنت أهل لها: استثمر شخصيتك المحبوبة، والكاريزما الشجاعة التي حباك المولى بها، على الطريقة العبقرية للملك حسين رحمه الله، الذي ذهب شخصياً ليطلق سراح المحكوم بالإعدام اللواء صادق الشرع في الستينيات، واستقطب معظم إن لم يكن كل المطالبين برأسه، ليصبحوا من أركان دولته. ولتكن درعا مثل معان 1989 التي رفضت استقبال ولي العهد ونائب الملك، حتى حضر الملك ودخلها مرحباً به، كأمل لحل مشاكلها ومشاكل الأردن. إذهب إليهم، وإلى حماة وحمص واللاذقية وغيرها، بببساطتك، دون إشعار الحراسات المكثقة، وانظر كيف سيقلب تواضعك الأصيل النار إلى برد وسلام. وإني لمطمئن بأن شعبك المتظاهر بحدة، هو نفسه سيكون حرسك، وستفعل وإياهم الأعاجيب، وتردون معاً كيد الشامتين. إن رد المظالم لهو أساس الملك

.إنها رسالة من محب، مقدر لشعب سورية العربي الأبي ولشخصكم الكريم..

اللهم النصيحة أريد! اللهم إحم سورية والشعب العربي السوري العظيم، وسدد خطى رئيسها على طريق خيرها، كما سددته على خير صمود الأمة العربية.والسلام..

أخوكم

المخلص لأمته العربية وللصالحين من قياداتها

المهندس ليث الشبيلات