حافلات طلبة المدارس.. الموت المحتوم

اخبار البلد-

 

 

تقع حوادث السير، ويذهب ضحيتها عشرات من الارواح البريئة ومئات من الاصابات، وتشاهد وزارة التربية والتعليم الحوداث كأن شيئا لم يقع، كأي مواطن عادي، تتحرك مشاعر حزنه وغضبه على الموت والاصابات وما تلبث أن تغادر تلك المشاعر الحزينة سريعا.
المصائب الناتجة عن حوادث حافلات الطلاب المدرسية تتوالى، وعوضا عن عودة الطالب الى منزل اهله فرحا وسعيدا وحاملا لشهادة نجاح وورقة تفوق في امتحان مدرسي ونشاط تفاعلي لامنهجي، فيعلق على جدران البيت صورا لضحايا مصائب موت فاجع يلاحق طلاب المدارس.
اولادنا في حافلات نقل الطلاب مشاريع «موتى « على طرق متعثرة وصاخبة ومتردية لانعدام ادنى بيئات السلامة المرورية، وعندما تقع الكوارث المرورية ماذا ينفع الندم والتحسر والبكاء ؟ أمس الاربعاء كان حصاد الكوارث المرورية وفيرا وثريا تعرض 21 طالبة مدرسة اضافة الى معلمتين والسائق لاصابة جراء تدهور حافلة مدرسية في منطقة «عراق الامير «.
عندما تتغير معالم حافلات «نقل الطلاب» لتصبح على هيئة « نعش «، فمن يتحمل المسؤولية إذن ؟ ولي الامر ام الطالب أم المدرسة أم وزارة التربية والتعليم ؟ الحافلات مجرد هياكل مرتجلة تعد بموت كارثي بدلا من ايصال الامانة «البريئة « الى المدرسة أو المنزل.
اغلبية اولياء الامور لا يراقبون حافلات النقل المدرسي ولا يعلمون ما يجري بها، كل صباح وأنت تتنقل من منزلك الى العمل والعكس تعاين بـ»ام عينيك « في زحمة السير وبتأمل عميق مشهدا يكاد لا يصدق : «ميكرو باص « يحبس داخله عشرات الاطفال، يتدكسون فوق بعضهم البعض، على مقاعد «مكسرة ومهترئة «، وفوق كل ذلك يسير الباص بسرعة جنونية.
لربما أن ما يدفع أولياء الامور لاختيار هذا النوع من «وسائل النقل « لأن كلفتها قليلة، دون التنبه الى العواقب الوخيمة لاختيارهم باصا غير مؤهل في احيان كثيرة، وهذه الباصات الخاصة لا تقل خطورتها جراء تردي احوالها الفنية والميكانيكية عن الحافلات المملوكة للمدارس الخاصة.
باصات الطلاب لا يختلف شكلها عن «زنازين « نقل المساجين، صناديق واقفاص صماء، تحشي باكبر عدد من الطلاب طمعا بربح اكبر، باص يتسع لـ12 راكبا تفاجأ بداخله 25 راكبا، طلاب مكدسون في قلب الباص كالاغنام معرضون باي لحظة لاصطدام مفاجىء مع مركبة اخرى قد يؤدي الى كارثة مروعة.
أين هي الرقابة ؟ ومن يقع على عاتقه تحمل المسؤولية عن حياة طلاب المدارس وسلامتهم ؟ ولاسيما ما يتعلق بالفحص الفني والميكانكي للحافلات وتحديد عمرها التشغيلي الافتراضي، واتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر في مراقبة نقل الطلاب وأعدادهم المسموح بها داخل كل حافلة.
مسألة «النقل المدرسي « تستثير سخرية سوداء لا محدودة، بمجرد تتبع ومراقبة وتمحيص ما يجري لطلاب المدارس في رحلة عودتهم الى منازلهم والعكس، تموت بؤسا وهما وقلقا، جراء كل التفاصيل العابثة واللامبالية التي تقع في عملية نقل الطلاب.